مصطفى أبو العزائم

طريق الخداع..


[JUSTIFY]
طريق الخداع..

لا نعني ذلك الطريق الذي يقود إلى الموساد الإسرائيلي، بعد أن أضاء لنا طريقه الضابط بذلك الجهاز الخطير الذي يسعى لحكم العالم المعاصر، وكان الاسم المنشور على غلاف كتاب (طريق الخداع.. الملف الأسود للموساد) هو «فيكتور أوستروفسكي» والذي قد لا يكون الاسم الحقيقي للمؤلف.

ما علينا.. الذي عنيناه بطريق الخداع هنا، هو تفكير العقول المعارضة ورأيها في الحكومة، وهذا واضح، لكننا قصدنا أيضاً رأيها في مكونات الجسم المعارض نفسه، لأن الظاهر لا يعبر عن المخفي في الدواخل، فقد تجد ابتسامة براقة لدى زعيمين أو قائدين، وترحاباً يفوق حدود المتوقع، عند ساعات اللقاء لكنها ابتسامة غير حقيقية.. مصطنعة، وزائفة.

السياسة عندنا تعني (اللعب على الدقون) وخداع الآخر الذي لا يمكن الوثوق به، حتى وإن كان ضمن مجموعة تضمها جبهة واحدة، داخلية أو خارجية، والسبب هو التجارب القديمة، في تحالفات الأحزاب والقوى المعارضة والمسلحة، التي ما أن تتقدم خطوة نحو السلطة، حتى تبرز الأطماع، وحب الدنيا وكراسي الحكم، لتتراجع كل القوى (مجتمعة) ألف خطوة، وتعود إلى ما وراء خط البداية.

الآن بدأ التشكيك في اتفاق السيد الإمام الصادق المهدي، مع قيادات الجبهة الثورية، والمعروف بإعلان باريس، البعض يعتبره (مناورة سياسية)، وآخرون يرون أنه مجرد (كيد سياسي)، ومجموعة ترى أنه (خداع بصري) لإعطاء المعارضة حجماً أكبر من حجمها الحقيقي، بينما ترى مجموعات أخرى أن كل ما في الأمر، هو محاولة (جرجرة) الجبهة الثورية – مجتمعة أو فصيلاً فصيلاً – إلى الحوار الذي دعت له الحكومة، ودفعت بالسيد الصادق المهدي، لأن يكون هو (الطعم) الذي تصطاد به الحكومة أكبر أسماك المعارضة في البحيرة المائجة.

شخصياً .. لا أعرف كيف تفكر أنت، لكن حتماً ستكون واحداً ممن أشرنا إليهم مسبقاً، وكل هذا الاختلاف سببه عدم الثقة، ومحاولة سحب الآخرين إلى طريق الخداع.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]