عبد الجليل سليمان

سافر وخلي صورة


[JUSTIFY]
سافر وخلي صورة

أحد القراء (الساخرين) علق على زاويتي التي نشرت الجمعة 8 أغسطس تحت عنوان (الماشي لي باريس)، مقترحاً عليَّ أن أردفها بأخرى تحت عنوان (سافر وخلي صورة)، ومضى ممعناً في سخريته، بأن الإمام ترك صورته الحقيقية في دار المؤتمر، وذهب بزائفة إلى باريس.

ولأن (ما لله لله، وما لقيصر لقيصر)، فإن تعليق (القارئ) سالف الذكر على مسؤوليته الشخصية، و(ناقل الكفر ليس بكافر) كما تقول المنقولات الشعبية.

لكن دعوني أعترف، إنني وجدت بين تضاعيف التعليق بعض بُغيتي، إذ ما إن وقعت على الصور الحميمة التي جمعت بين الإمام (وفطاحلة) الثورية، ثم قرأت البيات المشترك بينهم، حتى ذهبت إلى ما ذهب إليه القارئ من ناحية (العنوان) فقط، بينمت وجدتني أذهب عكسه في بقية التفاصيل الواردة في البيان المشار إليه، التي لم أكن أتوقعها بحكم أن تجارب التحالفات التي يعقدها الصادق المهدي في (مع أي كانت) تقول إنه سرعان ما ينفض عنها ويتنصل عنها، بدءاً من مقررات جيبوتي واتفاقية أسمرا، إلى ما بعدهما وحتى تحالفاته الأخيرة مع قوى المعارضة (والحكومة).

لذلك، فإنه ليس ثمة سبب منطقي يجعلني أتفاءل بما انعقد من اتفاق في باريس، لكن هذا لا ينفي أن (عضم) الاتفاق قوي، وأن ما ورد فيه يبعث بعض التفائل (الحذر)، خاصة وأن الإمام (ترك) خلفه اتفاقاً آخر بين الوطني وآلية (7+7) على وشك الإبرام، إن لم يكن أُبرم بالفعل.

ليس لي غير أن أحتفي قليلاً ريثما ينجلي الغرض من الاتفاق الذي وقعة الإمام مع الثورية، وينكشف، هل هو مناورة لتحقيق مكاسب أكبر مع المؤتمر الوطني؟ أم هو اتفاق حقيقي وفقاً لرؤية إستراتيجية تستهدف حل حذري لمشكلات السودان المستعصية، التي تسبب بها السياسيون منذ الاستقلال وفاقمها الراهنون؟

حينها عندما ينكشف الأمر سأحتفي بصحة توقعاتي أيضاً وأصبح (الرجل الذي يحتفي مرتين) على غرار رواية (جورجي أمادو) (الرجل الذي يموت مرتين)، أما في حالة خسارتي للرهان، وأن الرجل بالفعل (لا يناور ولا يتكتك)، فإنني سأغني (سافر وخلي صورة)، أو أنشد (ماذا يخسر السجناء). وفي الحالتين رابحٌ أنا.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي