(آليتي) و(آليتك) !!

*من أكثر المفردات استهلاكاً في زماننا هذا مفردة (آلية !)..
*فما من يوم من أيام الإنقاذ يمر وإلا سمعنا عن آلية أُنشئت لغرضٍ ما ..
*آلية درء الكوارث ، آلية مراجعة المناهج ، آلية إدارة الحوار ، آلية (إيه ما عارف)..
*فكل آلية لها آلية من خلفها ومن أمامها ومن فوقها ومن تحت أرجلها ..
*ومن شدة إعجاب الفاضل سعيد بالمفردة هذه – عليه الرحمة – جعلها فكرة لمسرحية أسالت الدمع من الضحك..
*فطوال المسرحية تسمع عبارات (ناس الآلية جو)، (ناس الآلية مشو)،(ناس الآلية اجتمعوا)..
*فإذا ما اجتمعوا – ناس الآلية – فإن أول ما يفعلونه هو التهام ما في الأطباق من بلح وفول سوداني..
*ثم يطالعون سريعاً قوائم مشاكل الناس قبل رميها جانباً..
*ثم من بعد ذلك يتناقشون في مشاكل كل عضو من أعضاء آليتهم ..
*فمن عجز عن بناء طابق بيته الثاني – مثلاً – نظروا في ميزانية الآلية ليروا كم بمقدورها أن تحتمل من (الخمش)..
*ومن هفت نفسه إلى حسناء جامعية – كزوجة ثالثة – جمعوا له ما يمكنه من قضاء شهر العسل في باريس..
*ومن أصر ابنه على الدراسة بالخارج أُحيلت مشكلته إلى متخصص منهم في (أمور كوالا لامبور !)..
*وعند خروج ناس الآلية من الاجتماع يهتفون في وجوه من يجدونهم في انتظارهم لدى الباب (الله أكبر)..
*ثم يبشرونهم بقرب إيجاد حلول لمشاكلهم كافة بعد أن (انبثقت!) آلية مصغرة لمتابعة القضايا مع جهات الاختصاص..
*والآن لدى كاتب هذه السطور فكرة (منبثقة) عن حكاية الآليات هذه وهي إنشاء جسم يشرف عليها جميعاً..
*ويُسمى الجسم هذا آلية الآليات يرأسه (آلي!) – أعني مسؤول – بدرجة وزير اتحادي ..
*وطبعاً لابد لمسؤول الآليات الأول من نائب ومستشار ومدير لكل منهم مخصصاته و سياراته و(نثريات أسفاره!)..
*والأهم من كل ذلكم سكرتيرة تحسن أن تقول في وجه كل صاحب مشكلة (سيادتو في اجتماع الآليات)..
*والهدف من الجسم الجامع هذا هو ترشيد الانفاق ،وضغط (المنبثقات) ، وتوحيد الخطاب (الآلياتي !)..
*فبدلاً من أن تكون لكل آلية ميزانيتها التي يحدث لها ما أشار إليه الفاضل سعيد تُختزل بنود الصرف في (القيادة العليا) المركزية وحدها..
*وعوضاً عن أسفار لا عد لها بغرض اكتساب (التجارب!) تصبح الأسفار هذه وقفاً على الأول والثاني ولحد الخامس (بالكتير)..
*وبدلاً من هوس بالاجتماعات تُبدد فيه (كميات) من الفول والبلح – خلاف الذي يُبدد ذاك – تكون اللقاءات مركزية للتشاور وعلى الفروع التنفيذ..
*فإن عملت الحكومة باقتراحنا هذا فسوف تكسب تأييد الكثيرين من المبتلين بما يليهم من آليات وهم لها معارضون ..
*وسوف تكسب الملايين من تصدير ما سيتم توفيره من فائض الفول والبلح ..
*وسوف ترتاح من عراك لدى بابها عنوانه (آليتي وآليتك !!!).
[/SIZE][/JUSTIFY]
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم
