عبد اللطيف البوني

رياح انتخابية


[ALIGN=CENTER]رياح انتخابية [/ALIGN] الانتخابات اللبنانية التي جرت يوم الاحد الماضي اقامت الدنيا ولم تقعدها رغم ان الفرق بين المنتصِر والمهزوم فيها لن يؤثر اطلاقا على أس الاوضاع السياسية في لبنان، لأنها انتخابات تقوم على المحاصصة الطائفية وقانونها اعطى كل طائفة الحد الادنى من المقاعد البرلمانية الذي يحفظ لها وجودها (يعني زي ما تقول تمثيل نسبي)، فهذه الانتخابات الاخيرة الفرق بينها وبين انتخابات 2005م في النتيجة ضئيل جدًا ولكن الانتخابات الاخيرة اكتسبت صيتًا خاصاً لكثافة التدخل الخارجي، فجماعة الموالاة أي 14 آيار التي يقودها سعد الحريري مدعومة من امريكا والسعودية وجماعة الممانعة أي 8 آيار والتي يقودها السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله مدعومة من ايران وسوريا وهذا الدعم كان(على عينك ياتاجر) طارت به الفضائيات والوسائط الاعلامية لذلك اعتبرت هذه الانتخابات ليست غايتها مقاعد البرلمان اللبناني انما مبارزة بين امريكا وايران وكان النصر حليف الاولى رغم ان الاوضاع لن تتغير ولن ينزع سلاح المقاومة.
غدًا الجمعة ستجرى انتخابات الرئاسة الايرانية التي يتنافس فيها ثلاثة اولهم الرئيس الحالي احمدي نجاد ثمِِِ امير موسوي ومقارنة مع نجاد يعتبر موسوي اصلاحياً اذ ينادي بالتفاهم مع الغرب والتقرب للدول العربية المعتدلة، اما مهدي كروبي فيقع في منزلة بين المنزلتين، على حسب الدستور الايراني الانتخابات الرئاسية ليست مفتوحة على مصراعيها بل مجلس صيانة الدستور هو الذي يحدد المرشحين، فبالتالي يعتبر الثلاثة من أبناء الثورة الاسلامية وكلهم يقولون بأن دون السلاح النووي الايراني خرط القتاد، وكلهم يعتبرون امريكا الشيطان الاكبر ولو بدرجة متفاوتة وبالطبع ليس هناك تدخل خارجي او دعم علني في هذه الانتخابات ولكن رغم ذلك يتابع العالم الانتخابات الايرانية بكل دقة، ففوز امير موسوي سوف يدرج في اطار المتغيرات ويعتبر مثل فوز جماعة الموالاة(14 آيار ) في لبنان لأن موسوي سوف يعيد ذكرى ايام خاتمي حيث التهدئة مع الغرب وحصر الثورة في الداخل.
ليس من قبيل الشطط في التحليل السياسي اذا رأى البعض ان زيارة اوباما للمنطقة وخطابه للامة الاسلامية من جامعة القاهرة كان مستصحباً للانتخابات اللبنانية بالدرجة الاولى والايرانية بالدرجة الثانية، فان كان ذلك كذلك فقد ربحت تجارة اوباما في لبنان وتبقت له ايران (لكن الله اعلم تربح هناك)، قبل الانتخابات اللبنانية والايرانية كانت هناك الانتخابات الكويتية التي حملت معها متغيرات سياسية واجتماعية كبيرة فقد دخل البرلمان اربع نساء علمًا بأن المرأة الكويتية لم تنل حتى حق التصويت الا قبل سنوات معدودة كما تراجع فيها التيار الاسلامي، فالقراءة للانتخابات في المنطقة تشي بأن المنطقة تشهد متغيرات تتناسب مع متغيرات اوباما، فالتغيير هنا مع التغيير هناك سيفضي لواقع جديد بينما الشيخ اسامة بن لادن بعيداً في وادي سوات.
لابد من ان نختم بحبيبنا وسيد ريدنا السودان، فانتخاباته القادمة ان شاء الله لن تكون مثل الانتخابات اللبنانية حيث التدخل الخارجي السافر بالطبع سيكون هناك شكل من اشكال التدخل ولكن (تحت تحت) ولن تكون مثل الانتخابات الايرانية حيث كل المتنافسين من مدرسة واحدة ولن تكون مثل الكويتية لأن صلاحيات البرلمان الكويتي محدودة ولن تكون مثل انتخابات السودان السابقة، ستكون انتخابات نسيج وحدها أي (عينة) وربنا يستر واخيراً عزيزي القاريء (قرب اضانك جاي كدي النسألك انت شامي ليك ريحة انتخابات؟).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22691) بتاريخ11/6/2009)
aalbony@yahoo.com