جمال علي حسن

نانسي وفهيمة.. قُبلة وكف


[JUSTIFY]
نانسي وفهيمة.. قُبلة وكف

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية فيديو يظهر شابا سودانيا قام بطبع قُبلة خاطفة على وجه الفنانة نانسي عجاج أثناء غنائها في إحدى مناسبات الأفراح، وهو الفيديو الثاني من نوعه مع اختلاف الفنانة واختلاف الفعل، حيث راج تداول فيديو سابق قبل أيام للفنانة الشابة فهيمة عبد الله أثناء أدائها لأغنية في مناسبة فرح شعبي وكان بعض المعجبين يقومون (بتنقيط) عملات ورقية على جبينها قبل أن يأتي شاب ويصعد على المسرح ويقوم بصفعها على خدها بعد عملية (التنقيط)..!!

في فيديو فهيمة قضية أخرى هي ظاهرة (التنقيط) نفسها، وهي عملية متخلفة تنتقص بحسب رأيي من وقار الفن والفنانين بشكل عام لكنها مستنكرة بشكل مضاعف مع فنانة شابة مثل فهيمة عبد الله يحتفظ لها جمهور الفن باحترام وتقدير بحسب مكانتها عند الناس ومظهرها العام ونوع أغانيها ونوع جمهورها المحترم، لكن وعلى كل حال فإن اعتداء ذلك الشاب على فهيمة وصفعها في خدها هو الأخطر ويعبر عن سلوك في منتهى الوقاحة كنت أظن أنه سلوك فردي وشاذ ومعزول بحيث يندر حدوثه أو تكراره..

لكن المفاجأة كانت في تكرار نوع الحادثة بعد أيام مع الفنانة المحترمة نانسي عجاج.. بواسطة شاب تجاوز كل الخطوط الحمراء ليقوم بطبع قبلة على وجهها بمنتهى الجرأة والوقاحة التي لا تشبه سلوكنا ولا تشبه ثقافتنا.. بجانب أنها تعتبر حالة تحرش وقد تمت بمخاطرة جنونية أو انتحارية من هذا الشاب الذي لم يأبه أو يتحسب لما قد يحدث له من ردود فعل مؤذية من الجمهور أو من الفنانة كنتيجة متوقعة لهذا الفعل الغريب الذي قام به.

أهم ما في هاتين الحادثتين هي الإجابة عن سؤال خطير جداً هو: هل يمكن أن نعتبر ما حدث وتكرر ظاهرة جديدة تستوجب اتخاذ تحوطات وترتيبات أمنية من جانب المغنيات الشابات في السودان لحماية أنفسهن من تحرشات نوع من الجمهور السوداني في مناسبات الأفراح؟

هل نقبل بأن التحرش بالمغنيات السودانيات من الجمهور أصبح ظاهرة جديدة في المجتمع السوداني..؟!

وما هو السبب وراء هذه الوقاحة والجرأة الجديدة وتراجع المروءة والشهامة عند من يفكرون في القيام بهذه الأفعال..؟

إن التحرش بشكل عام هو سلوك مرضي خطير في المجتمع الذي ينتشر فيه، وقد كانت ظاهرة التحرش في المجتمع المصري قد أثارت قلقاً بالغاً من المهتمين ومراكز البحوث الاجتماعية وكنا حينها نستنكر الظاهرة في مصر ونحمد الله في السودان على نعمة الحياء العام ونعمة المروءة والشهامة التي حبانا بها وأكرمنا.

نرجو أن نطالع اجتهادات وقراءات تحليلية وآراء علمية من خبراء علم الاجتماع في السودان حول الأمر.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي