عبد الجليل سليمان

أفعال الخرطوم المضارعة


[JUSTIFY]
أفعال الخرطوم المضارعة

عادة ما ينوب المفعول به عن كل فعل فاعله مجهول، ويسمى بعد رفعه (نائب فاعل)، وإذا دخل على جملة تسمى جملة مبنية للمجهول، وهو يأتي في الفعل الماضي والفعل المضارع فقط.

وتبدو الأفعال الخرطومية المُضارعة كلها مبينة للمجهول، ولا (فعلاً واحداً) مبنياً للمعلوم، لكنها في الحقيقة غير ذلك.

ومن مضارعات يوميات الخرطوم السياسية، أن المؤتمر الشعبي يترفع الآن كنائب فاعل، بعد أن كان مفعول به ومبني للمجهول، فأصبح فجأة وبصورة دراماتيكية حتى بدا للراصدين أنه بعد ظل يعمل ضمن لجنة (7+7) وكأنه ضمير (الوطني) المستتر، قرر بعد توقيع الإمام والثورية على اتفاق (باريز) أن يصبح ضميراً ظاهراً و(بارزاً)، حتى أن (كمال عمر) صار يشكل خطراً وشيكاً على (ياسر يوسف)، فتصريحاته ذاهبة إلى أن تصبح عبئاً ليس على حزبه فقط، بل حتى على حليفه الحاكم.

إلى الآن يبدو الموقف (الرسمي) للحزب الحاكم مقارنة بما يضخه الناطق باسم الشعبي وممثله في آلية (7+7)، موقفاً مرناً ومعقولاً، إذ لم يذهب الوطني ممثلاً في (ياسر يوسف) أبعد من أن ما أُنجز في اتفاق (باريس) موجود في ميكانيزم الحوار الداخلي، إنه نائب الفاعل حين (يركب) ماكينة فاعل.

المضارع الثاني: وهو مناشدة اتحاد الصحفيين لعضويته عبر تعميم أودعه الصحف، باستقطاع راتب يوم واحد لدعم أهل (غزة)، وهذا أمر محمود، وواجب، إذا ما أخذناه بالـ (نيّة السليمة)، ولكن أليس أمراً مدهشاً ومثيراً للقلق، أن الاتحاد لم يسع لاستقطاع راتب (دقيقة واحدة) لدعم المواطنين المتأثرين بالسيول والأمطار في أمبدة وصالحة والجزيرة والمتمة وشندي وبقية الأمصار التي أقرب إليه من حبل الوريد، فيأتي على حين (غرة) ليدعم أهل (غزة).

على كل، لدى اقتراح للزملاء، وهو أن يحولوا فكرة الاتحاد ناحية أهلنا المتضررين، فنتبرع براتب يوم للمتأثرين بالسيول عبر آلية يتم الاتفاق عليها ومن ثم مراقبتها رقابة صارمة حتى تصل للمستحقين، وقلوبنا مع (غزة) وأهلها، لكنا مثلهم تماماً نشكو قلة الجرذان في بيوتنا، وهم أعلم بذلك منا، و(الزاد كان ما كفى أهل البيت يحرم على الجيران).

ومن مضارعات الخرطوم، أن نسمات بدعاش (داعش) بدأت تداعب أنوف ساكنيها، إذ تعرضت قبة الشيخ (أبو زيد ود الشيخ بلة) بأمبدة بالقرب من سوق ليبيا إلى هجوم من قبل مجموعة (مجهولة)، حرقت مقامات ستة أولياء مدفونين بالقبة.

ما الذي يحدث بحق السماء، كيف يظن من يحرق القبور، أياً كان المقبورون بها، عبدة أوثان، عبدة شيطان، يهوداً، نصارى، أيزيديين، بهائيين، إنه يتقرب بذلك إلى الله سبحانه وتعالى، بينما هو في حقيقة الأمر يشوه الإسلام ويعمل ضده.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي