عبد اللطيف البوني

شهادة مدعومة


[ALIGN=CENTER]شهادة مدعومة[/ALIGN] جاء في اخبار الاسبوع الماضي ان لجان كنترول الشهادة الثانوية قد فرغت من اعمالها و(وضبت) النتيجة وانها قد وضعت على طاولة مجلس الوزراء لاجازتها ومن ثم ترفع لرئاسة الجمهورية للتوقيع النهائي. ولكن في صحيفتنا هذه ليوم امس الجمعة جاء ان النتيجة سوف تقدم لمجلس امتحانات السودان لاجازتها اليوم السبت وبعد ذلك تعرض على السيد رئيس الجمهورية توطئة لاعلانها مساء الاحد في مؤتمر يعقده السيد وزير التربية والتعليم الاتحادي (اكان في داعي لكل هذة الهلولة في مسالة تربوية اكاديمية؟؟؟؟) .
قديما كانت نتيجة الشهادة نتيجة حقيقية ليس فيها أي تعديل اورفع نسبة بما يسمى بالتحصيل والجذر التربيعي و(كلام من الكلام دا) فكانت نسبة النجاح تقل عن الخمسين بالمائة في معظم السنوات وكان الطالب الذي يتجاوز السبعين في المائة (يزغرد له كل الفريق) والذي يتجاوز الستين جامعته مضمونة(فالحكاية كانت على البوكسنق) ولكن تغير الامر في السنوات الاخيرة واصبحت نسبة النجاح العامة لاتقل عن السبعين بالمائة علما بان الرسوب في المواد الاساسية من انجليزي ورياضيات واحيانا لغة عربية يكون دوما كبيرا خاصة الانجليزي، ويقوم الكنترول بتخفيض نسبة النجاح فيصبح الطالب الذي احرز «25» في المائة ناجحا لانه يؤخذ الجذر التربيعي ويضرب في عشرة ومن المفارقات ان احدهم جلس لورقة الانجليزي الاولى واحرز ستة وثلاثين فاخذ جذرها التربيعي وضرب في عشرة وكانت نتيجته ستين من مائة علما بأن الورقة نمرتها الكاملة خمسين في المية ولم يجلس للورقة الثانية نتيجة مرض وهكذا يتم التصرف مع كل نتيجة كل المواد ذات الرسوب الكبير من كيمياء وفيزياء ورياضيات وعلى حسب النتيجة في العام المعني اما الانجليزي فقد اصبح صديقا دائما( لغرفة العمليات).
اذن ياجماعة الخير ان هذه النتيجة التي تعلن في السنوات الاخيرة ليست حقيقية انما تخضع للمعالجات لكي يتم تحسينها وبالطبع لايظلم فيها طالب فالكل يتساوى في (الدعم) ولكنها ليست حقيقية وتخدع الجميع لذلك نجد نسبة النجاح الكبيرة والشهادات العالية لدرجة ان الكثيرين فوق الثمانين يعيدون العام لانهم لايدخلون الكلية التي يريدون كل هذا لاننا اصبحنا نعمل بالنظام المصري والخليجي القائم على الترفيع (الدعم) لملء المقاعد في الجامعات. ففي الجامعات السودانية الطاقة الاستيعابية لهذا العام قرابة المائة وستين الف طالب(الكتلة) بعض الدول العربية مازالت متمسكة بنظام التقويم الخالي من الترفيع كالمغرب والجزائر وتونس. وعلى حسب علمي ان نسبة النجاح في تونس كانت في العام الماضي ثلاثة وعشرين بالمائة والجزائر اقل منها في ليبيا يعامل المساق الادبي مثلنا اما المساق العلمي فيعامل بالطريقة التونسية0 فمارأيكم ياجماعة الخير لو رجعنا لنظامنا القديم ونسب النجاح الحقيقية لكي تغلق معظم الجامعات (العشوائية) أبوابها وتنتهي عطالة الخريجين و(نرجع الريد الزمان القالوا بين الناس خرف)؟ رحم الله خوجلي عثمان .

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22691) بتاريخ13/6/2009)
aalbony@yahoo.com