كورة أوانطة هاتوا فلوسنا

كورة أوانطة هاتوا فلوسنا، هتاف معروف يخص مشجعي كرة القدم حين يكون الأداء في المباراة التي تكبدوا من أجل حضورها المشاق و شقوا الجيوب) باهتاً وضعيفاً يبدو فيه اللاعبون أشبه بالأشباح، وليس أسوأ على محبي كرة القدم ومشجعيها من مثل هذه المباراة حتى لو كسبها بعدد وافر من الأهداف فريقهم المحبب، فمتعة كرة القدم في الندية والقوة والإثارة والأهداف الجميلة الملعوبة وليست (الاستروبيا) التي تأتي خبط عشواء، كأن يخبط أحدهم الكرة بساقه فتلج المرمى، أو أن تضرب الكرة مؤخرة رأسه دون قصد منه فتسكن الشباك وهلمجرا من أهداف عشوائية.
بالأمس وفي سلسلة خيباتنا الكروية المتسلسلة، عاد فريق الهلال من لوممباشي برتبة أمباشي بعد أن تلقى علقة ساخنة من مازمبي نزعت منه رتبة الفريق، وركلته خارج دائرة المنافسة، ليعود إلى معافرة ومدافرة التنافس المحلي الضعيف، وكان قبله فريق المريخ قد خرج مذموماً مدحوراً من المنافسة ذاتها (من قولة تيت)، ومثلهما أهلي شندي الذي (تكوفت) في الكونفدرالية فعاد منها أدروجا خالي الوفاض، فثلاثتهم كانوا في السوء سواء، ولن تشفع لهم تبريرات الإعلام الرياضي ولا مشاجبة التي علّق عليها هذه الهزائم المنكرة، فشفاعة هذا الإعلام مردودة عليه لأنه بالنتيجة صار جزءاً من أزمة الكرة، وليس جزءاً من الحل وذلك من خلال تعاطيه الهتافي الفطير الذي يحاول عبره أن يخلق من الحبة قبة، وأن يجعل للحنابر قنابر، فليست المشكلة في التدريب وحده ولا التحكيم والإدارة فحسب، وإنما هي جماع كل ذلك كما أنها قبل ذلك ومع ذلك في هؤلاء اللاعبين محدودي الفكر محدودي الطموح مهدودي الحيل، وبدلاً من أن تتضافر جهود الإعلام مع الجهود المخلصة الساعية لرفعة كرة القدم وتطورها عن طريق رفع مستوى الفكر الكروي عند اللاعب والارتفاع بطموحه ومستوى لياقته الذهنية والنفسية والبدنية، بدلاً من ذلك نجد الإعلام الرياضي يحدثنا عن سيدا وديدا والملك والأمير وهلمجرا من ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد، والحال من بعضه، فمثل هذا العك نجده في السياسة أيضاً وليس بعيد عن الأذهان الهتاف الفطير المضحك الذي وصل حد أن تتحدى أميركا قريةُ مريكيكا.
لقد هزمنا أنفسنا قبل أن تهزمنا ظروف إصابة أو تصيبنا عين أو يتحامل علينا حكم أو يخدعنا مدرب، انهزمنا لأننا ابتداء ضخمنا حجم قدرتنا الكروية بالنفخة الكذابة والتي سريعاً ما تتلاشى أمام أي محك أو اختبار قدرة حقيقي، والحكمة تقول رحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ثم انهزمنا لأننا بخطل هذا التقدير لم نقدر لرجلنا قبل الخطو في مضمار المنافسات الكبرى موضعها، والحكمة كذلك تقول قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علا زلقاً عن غرةٍ زلجا، معرفة حجمنا الكروي الحقيقي ثم الاعتراف بقصر قامتنا الكروية التي لا تزال تحتاج الكثير لتطال الكبار، هذه هى النقطة الصحيحة التي لا بد أن ينطلق منها مسار الاصحاح الكروي، وبغيرها سنظل نعك ونلت ونعجن وندور في حلقة الهزائم والخيبات المفرغة.
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي
