جمال علي حسن

منع مؤتمر حسنين.. “جمايل” مكلِّفة


[JUSTIFY]
منع مؤتمر حسنين.. “جمايل” مكلِّفة

لن تتضرر المعارضة بشيء لو انصلحت الأحوال بين السودان ومصر، بل العكس تماماً من المفترض المعارضة تدفع جبهة حسنين أو غيرها من خطوات الإصلاح التي تتم في العلاقات السودانية المصرية، تدفع بها على مبدأ استعادة السودان لحقوقه وأرضه المحتلة من جهة، والتأكيد على عدم تدخل السودان في الشأن السياسي المصري من جهة أخرى..

لا يجب أن تكون المعارضة حبيبة لنظام السيسي كيداً في النظام الحاكم في السودان، لأن ذلك يعني التنازل عن الحقوق المسلوبة من السودان بواسطة هذا (الحبيب).!

يجب أن تكون لقوى المعارضة خطوط حمراء وثوابت تقر بأهميتها. فلو اختلف السودان مع مصر في وقت من الأوقات حول مصالح سودانية وأصول ثابتة طالبت بها حكومة السودان، فإن على المعارضة المحترمة أن تدعم هذا الخط بشكل مبدئي، أما اللعب على حبال العلاقات المتكاسلة بين البلدين ومحاولة ضرب خطوات إصلاحها، لا يجعلنا نحترم علي محمود حسنين بل نُعده يمارس أجندة (يا فيها يا نطفيها) دون النظر لمصلحة السودان.

يجب على علي حسنين أن لا يمنح نظام السيسي الفرصة لاستخدامه هو أو غيره كورقة من أوراق الضغط على الحكومة أو الصيد في الماء العكر، بل يجب عليه أن يبتعد تماماً، ويبعد نشاطاته هو والإمام الصادق المهدي من القاهرة لو كانت الأمور والقرارات عند المعارضة تتخذ وفق استراتيجية وطنية تضع مصلحة السودان وليست مصلحة النظام الحاكم في الأولوية..

لو افترضنا أنَّ مصر مارست ضغوطاتها باللعب على ورقة المعارضة وافترضنا أنَّ الحكومة تجاوبت مع تلك الضغوطات المصرية عليها بسبب هذه القوى، فهل يضمن حسنين أو غيره استرداد ما تقدمه الحكومة للمصريين تحت الضغط في يوم من الأيام.؟

هل يضمن استرداد شيء من المصريين، هل يضمن نواياهم الحقيقية في دعمهم للمعارضة السياسية السودانية، ويضمن أنها فعلا ًنوايا صادقة لتحقيق مصالح السودان وليست صيداً في الماء العكر.؟

لو أعطيتم الفرصة لمصر، فإنها تبحث عن صيد ثمين بالنسبة من السودان، أن يبدأ بمنح شهادة البحث وعقد البيع والتنازل عن الأرض التي تحتلها الآن بوضع اليد.. بل تطمع للأكثر بأن يصبح السودان خاتماً في أصبع مصر.

ماذا يستفيد حسنين من هذا النوع من الضغوط؟ ابحثوا يا سادة عن عاصمة لا مصالح أو مطامع لنظامها الحاكم من السودان، ابحثوا عن داعم للمعارضة السودانية يدعمها بشرف حتى نستطيع أن نتحدث عن معارضة ترعى شرف البلاد وتصون كرامته، وليست معارضة تحركها غرائز مصالحها فقط.!

منع القاهرة لمؤتمر المعارضة كان الأفضل منه أن لا تحاول المعارضة عقد مؤتمرها من الأساس.. فنحن لا نريد (جمايل) من هؤلاء قبل أن تستوى الحقوق في ميزانها.

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي