زهير السراج

لا … يا دكتور

[ALIGN=CENTER]لا … يا دكتور !![/ALIGN] * تصريحات السيد نقيب الاطباء السودانيين بأن دوافع سياسية تقف وراء القرار البريطانى بإعادة النظر فى درجة بكالريوس الطب والجرحة التى تمنحها الجامعات السودانية ليس لها أساس من الصحة، وتدل على عدم مواكبة سيادته للتطورات التى حدثت فى بريطانيا فى السنوات الاخيرة بشأن أنظمة التدريب والتشغيل والاقامة للأجانب والدرجات والشهادات الاكاديمية التى تمنحها الجامعات غير البريطانية فى كل المجالات وليس فقط فى الطب، ولو أجهد السيد النقيب نفسه وبحث قليلا فى الانترنت أو اتصل بنقابة الاطباء السودانيين فى المملكة المتحدة وايرلندا، وهى نقابة فعالة ونشطة ولديها عضوية هائلة ونافذة، وانشطة اكاديمية ومهنية دورية على مستوى عال من الجودة، لاكتشف ان القرار ليس قصرا على الدرجات والشهادات الصادرة من السودان فقط وانما من كل دول العالم، التى يجب ان تخضع لتقييم من مؤسسة دولية محايدة لديها فرع فى بريطانيا وتدعى اختصارا ( ناريك ــ ( NARIC، تعاقدت معها وزارة الداخلية البريطانية لابداء الرأى حول درجات وشهادات ومؤهلات الذين يتقدمون بطلبات للاقامة فى بريطانيا بغرض العمل والتدريب، وليس لأى سبب آخر، وذلك قبل الرد على طلباتهم بالقبول او الرفض حسب نتيجة التقييم بالاضافة الى الشروط الاخرى !!

* المؤسسة لم تفت (من فتوى) فى الدرجات التى تمنحها الجامعات ومؤسسات التعليم السودانية بصفة عامة، ولا يحق لها ذلك، وانما قالت رأيها فى الدرجات والشهادات التى قدمها إليها أفراد منحتها لهم جامعات سودانية قد تكون الخرطوم او غيرها ، وكان الرأى الذى خرجت به بعد دراسة وافية للمعلومات التى حصلت عليها مباشرة من تلك الجامعات عن المقررات وعدد ساعات الدراسة … إلخ، هو أن درجة بكالريوس الطب والجراحة التى يحملونها تعادل ثلاث سنوات دراسية فقط فى بريطانيا بعد المرحلة الثانوية، أو دبلوم ، الامر الذى لا يؤهلهم للتدريب أو العمل ببريطانيا حسب الشروط البريطانية، وبالتالى عدم الاستجابة لطلبات الاقامة أو الدخول التى تقدموا بها للسلطات البريطانية بغرض التدريب والعمل. ولكن لا يعنى هذا بأى حال من الأحوال ان هذا الامر ينطبق على كل حملة الشهادات من الجامعات السودانية !!

* ولتوضيح ذلك أقول، بأن التقييم قد يختلف من جامعة الى جامعة أخرى فى نفس الدولة أو من سنة إلى سنة فى نفس الجامعة وذلك حسب المستوى والمقررات وعدد ساعات الدراسة … إلخ، ولا يوجد تقييم بعينه تلصقه مؤسسة التقييم على الشهادات الصادرة من السودان، فكل شهادة أو درجة تعامل بمعزل عن الاخريات !!

* بمعنى أنه إذا تخرج طبيبان من نفس الدولة بل من نفس الجامعة فى فترتين أو عامين مختلفين، وتقدما بشهاداتهما للمؤسسة لتقييمها، قد تأتى نتيجة التقييم لأحدهما مختلفة تماما عن الاخر، وذلك حسب المقررات وعدد ساعات الدراسة التى حصل عليها كل منهما، والمستوى الاكاديمى للجامعة فى تينك الفترتين أو السنتين، وينطبق نفس الشئ على الجامعات المختلفة فى القطر الواحد، فليس بالضرورة أن يكون تقييم الدرجة الصادرة عن جامعة الخرطوم ( مثلا ) هو نفس التقييم للدرجة الصادرة عن جامعة أخرى مثل الجزيرة أو ( مأمون حميدة ).

* نعم، قد ينعكس المستوى العام للدولة وسياساتها على مؤسساتها الاكاديمية، وقد يكون لذلك اعتبار من الناحية النظرية فى تقييم الشهادات والدرجات الصادرة عن تلك الدولة، ولكن عند اللجوء الى التقييم بشكل عملى وعلمى فإن المرجعية هى الجامعة ومستواها وليس الدولة، وهو نظام معروف ومعمول به فى كل أنحاء العالم منذ وقت طويل، وليس فى الامر سياسة أو إعتبارات سياسية كما صرح السيد نقيب الاطباء السودانيين !!

* غدا باذن الله يتصل الحديث، انتظرونى !!

drzoheirali@yahoo.com

جريدة السودانى 15 يونيو، 2009