القوات المسلحة تهدد بحسم لينو وتعتبر أبيي جزءاً من جنوب كردفان
شنت القوات المسلحة، هجوما عنيفا علي المسؤول السياسي للحركة الشعبية بمنطقة ابيي ادوارد لينو امس ، مهددة بحسمه ومن يقف معه اذا لم ينصاع لقرارات الاجتماع الاخير لوقف النار بالمنطقة ، وتعهدت بعدم الوقوف مكتوفة الايدي حيال مايجري هناك ، معتبرة المنطقة والي حين اكتمال ترسيم الحدود جزءا من ولاية جنوب كردفان ، في وقت قررت اللجنة العسكرية المشتركة في اجتماع امس اجلاء المدنيين من ابيي وسحب قوات الحركة جنوب بحر العرب.
وشهدت ابيى امس اطلاق نار متقطع وهدوءا حذرا ،مع نفاد المواد الغذائية والادوية،وتحولت المنطقة الى اطلال.
واتهم المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد عثمان محمد الاغبش في بيان امس، لينو بحشد وتعزيز قوات الحركة في منطقة الكبري وجنوب البحر مدججة بالاسلحة الثقيلة والدبابات ، ورفض مقررات الاجتماع الاخير وتحريك كل القبائل الجنوبية جنوبا في اتجاه بحر العرب، معتبرا ان ابيي جزء من ولاية جنوب كردفان لحين ترسيم الحدود ، وقال ينبغي ان تنتشر بها شرطة غير شرطة الولاية حسب نص الاتفاقية والدستورالاتحادي والولائي ، مشيرا الي ان حكومة الجنوب تخطت كل ذلك وقامت بنشر ما يسمي بشرطة الحركة الشعبية بالمنطقة الشئ الذي تسبب في مجمل الاحداث التي وقعت هناك اخيرا .
وحث الاغبش «الحركة الشعبية»علي سحب قواتها جنوب البحر والابقاء علي القوات الحكومية ملتزمة معسكراتها داخل ابيي وعدم انفتاحها خارج معسكرات اللواء 31 مشاة ، طالبا من القوات المشتركة استلام وتأمين كل النقاط شمال ابيي بالاضافة الى تعجيل تنفيذ البروتوكول الخاص بأبيي ،متعهدا بأن يكون الجيش درع الوطن القوي المتعاون مع الاطراف .
وشدد الاغبش، علي أن المنطقة ليست خارج حدود السيطرة ، مشيرا الي مساعٍ ، قال انها تجري علي قدم وساق للخروج بالمدينة الي بر الامان رغم ان ادوارد لينو قد اعلن عقب الاجتماع الاخير انه لايعترف بما جاء فيه ، واوضح الاغبش انه تم اخطار الامم المتحدة بضرورة عودة المواطنين الي منازلهم ، كما تم اخطارها بأن الحكومة المركزية ستقدم لهم اغاثة عاجلة بالطيران عبر هجليج .
واتهم الاغبش «الحركة الشعبية» بنشر ثلاثة آلاف جندي بكامل تسليحهم في مناطق اكيج ومجوك حول ابيي مما حدا بالقوات المسلحة للابقاء علي اللواء 31 مشاة بالمنطقة ، وقال ان وجود الجيش الشعبي شمال ابيي (بمنطقة دكرة ) تحت مسمي الشرطة تم بتوجيهات من لينو مخالفا بذلك قرارات آلية وقف اطلاق النار.
وقال الاغبش ان لينو حشد قوات كبيرة تقدر بكتيبة مشاة من قوات الحركة لحراسته الي جانب حشد اعداد كبيرة مما يسمي بالشرطة داخل المدينة ، متهما شرطة الحركة بالعمل بصورة عشوائية متجاوزة الشرطة المدنية الموجودة اصلاً هناك، وقال ان شرطة الحركة تسببت في مقتل ضابط برتبة النقيب وجندي وافراد قوات مسلحة بالقوات المشتركة دون المساس بأفراد الحركة بالقوات المشتركة، الي جانب اعتقال ممثلي المؤتمر الوطني من بينهم زكريا اتيم والشيخ الرحيمة حماد بواسطة افراد القوة المشتركة من جانب الحركة ، وقال ان هؤلاء لايعرف مصيرهم حتي هذه اللحظة .
واعتبر الاغبش الاتهام الموجه من لينو صوب القوات المسلحة بقصف ابيي لمدة ست ساعات باطلا ومعكوسا باعتبار ان قوات الحركة هي التي حاصرت اللواء 31 مشاة الواقع في قلب المدينة وبالقرب من السوق، وهي التي فعلت ذلك علما بأن هذا اللواء قد لجأ اليه حتي الامس حوالي ثلاثة آلاف مواطن .
واوضح الاغبش ان تقارير الامم المتحدة اعتبرت ان من اسباب الازمة الحالية وجود اداورد لينو وشرطته في منطقة ابيي، وانهم يعملون عملاً سلبيا من اجل عدم انفاذ ما تم الاتفاق عليه أخيرا ، قائلا ان لينو لم يلتزم بسحب الجيش الشعبي الي مواقعه السابقة جنوب البحر .
الي ذلك، أكد قائد قوات الامم المتحدة قطاع أبيى رافى بادان، ان اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة الذي التئم في البلدة امس توصل لاتفاق يقضى بإنهاء الأزمة بين القوات المسلحة والجيش الشعبي ، مشيرا الي أن الأوضاع الأمنية في المنطقة لم تشهد تحسنا يذكر بعد هجوم قامت به امس مجموعات من المسيرية.
وقال بادان إن بعثة الأمم المتحدة لم تتمكن من معرفة الأرقام الحقيقية لعدد القتلى منذ اندلاع القتال فى المنطقة، وأ وضح فى مقابلة خاصة مع (مرايا اف ام) أن الاجتماع شارك فيه كافة أعضاء اللجنة من الأمم المتحدة والقوات المسلحة والجيش الشعبي وخرج بعدد من التوصيات .
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة استعدادها للإيفاء بالاحتياجات الإنسانية الملحة لآلاف المواطنين الفارين من ديارهم بسبب القتال، ونقل بيان صادر من مكتب الناطق الرسمى للبعثة عن أميرة حق، نائبة الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة فى السودان قولها إن هنالك فرق تقييم تابعة للأمم المتحدة تعمل الآن على تقدير الاحتياجات الأساسية في مجالات الرعاية الصحية ومياه الشرب والغذاء والمأوى.
وتقدر بعثة الامم المتحدة عدد المدنيين الفارين من دياريهم فى ابيى بين 300-500ألف شخص.
المصدر الصحافة