جمال علي حسن

بطونٍ شبعتْ ثم جاعتْ.. فيها الخير


[JUSTIFY]
بطونٍ شبعتْ ثم جاعتْ.. فيها الخير

التقرير الدولي الذي احتفت بنتائجه بعض مواقع الإنترنت وبرزت أسنان من يفرحون بأخبار الأسى السوداني ظناً منهم بأنها بشارات الخير وعلامات (الزنقة) السياسية – هذا التقرير صنف السودان في المرتبة الـ١٧١ من ١٨٧ في قائمة الدول الأكثر فقراً في العالم.

والحق أن الحكومة يجب أن تأخذ فعلا هذا التقرير بجدية أكثر لأنه مُعد بواسطة خبراء صندوق الأمم المتحدة الإنمائي.

لكنه لا يجب أن يفرح أحداً مهما كان موقفه السياسي من النظام الحاكم.. التقرير غير مفرح أساساً فلماذا تفرحون..؟

وأقول لكم كيف أنه غير مفرح، الانفصال وخروج نفط السودان من الميزانية هو السبب الأهم والأكثر تأثيراً في تأزيم الاقتصاد السوداني حالياً، وقبل الانفصال مباشرة كان العالم يتحدث عن نوع آخر من الأخبار الواردة من السودان وكانت تقارير الفضائيات تحدثنا عن طفرة تنموية، فقبيل الاستفتاء مباشرة كانت قناة العربية قد بثت تقريراً بعنوان (السودان.. طفرة التنمية تجذب جيشاً من العمالة غير المشروعة) وفي نص التقرير الموثق في أرشيف موقع القناة بتاريخ ٣ يناير ٢٠١١ فقرة تتحدث عن شكوى السودان من تدفق العمالة الأجنبية على البلاد من دول الجوار الأكثر فقراً، تقول الفقرة (وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى أن هناك مشكلة حقيقية في دخول أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية الوافدة للسودان بطرق غير مشروعة من خلال الحدود السودانية الممتدة لآلاف الأميال والمفتوحة دون عوائق طبيعية مع تسع دول، أغلبها يتذيل قائمة الدول الأشد فقراً في العالم (مصر، ليبيا، إثيوبيا، كينيا، أرتيريا، أوغندا، الكنغو، أفريقيا الوسطي وتشاد).

تقرير قناة العربية كانت المقدمة التالية هي بدايته (بعد الطفرة النفطية التي شهدها السودان خلال الخمس سنوات الأخيرة اجتاحت البلاد أعداد ضخمة من العمالة الأجنبية والعربية قاصدين مشاريع التنمية الاقتصادية ومشاريع إنتاج النفط والبنية الأساسية والتوسع العمراني).

نقول لمن يفرحون عبطاً بهذه التقارير المحزنة إن الأوضاع الاقتصادية الحالية هي نتيجة مباشرة لتداعيات الانفصال في ظل تراجع مساهمة الزراعة في الناتج المحلي، ونقول للحكومة إن القضية الأهم من إنشاء صندوق تكافلي لدعم المغتربين عند العودة النهائية وإعانتهم على الاستقرار حسب ما أفضى مؤتمر المغتربين أمس، القضية الأولى والأهم ليست قضية المغتربين فهم سيعودون إذا انصلح الحال أصلا ً لكن الأهم والأولى هو التفكير في دعم وتشجيع المواطنين المهاجرين داخلياً من الأرياف للعودة من المدن إلى تلك الأرياف مرة أخرى بتشجيع عملي ورعاية من الدولة مثل إنشاء صناديق تكافلية وليس صندوقاً واحداً، عدة صناديق وفتح حسابات تكافلية لتهيئة الأرياف المنتجة وإنعاشها بأيدي أهلها الذين هجروها وهجروا الزراعة وهجروا الإنتاج وهرولوا نحو المدن يشتغلون في الأعمال الهامشية..

هذا هو الرهان الوحيد دفع عجلة الإنتاج أو الوصول (على الضمان) لا قدر الله إلى ذيل قائمة الدول الأفقر في التقرير القادم..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي