حبايب الحكومة كتااار!
أمس الأول ساهرت مع فيلم أجنبي من أفلام الآكشن الأمريكي من تلك التي تحيك فيها القصة حتى تكاد أن تصدق أنها حقيقية وواقعية، ويبذل فيها الإخراج كل فنونه وامكاناته فيصبح الفيلم جاذباً للدرجة التي تنسي فيها عقرب الساعات والدقائق، والفيلم من بطولة النجم الأمريكي (سلفسشر ستالوني) أو رامبو.. وتدور قصته حول شرطي عنيف أكثر من اللازم يطبق القانون بطريقته، وفي ذلك عنده (الغاية تبرر الوسيلة) لدرجة أنه سمي (برجبل الدمار).. فمثلاً إن أراد تحرير رهينة في موقع ما فهو على استعداد لحرق مدينة بأكملها، لكنه مرة ارتكب خطأ كلفه غالياً إذ أنه وفي سبيل قبضه على مجرم أتعبه، لم يبالي بمقتل ثلاثين من الرهائن كان يحتجزهم المجرم، لذلك طبقت عليه عقوبة هي ليست سجناً ولا إعداماً لكنها طريقة جديدة عبارة عن (تجميده) لمدة العقوبة التي بلغت أكثر من عشرين عاماً، وبعدها يطلق صراحه بإعادة أعضائه الحيوية للحياة وإذابة الجليد منه، لكن الرجل عندما عاد للواقع في عام 2032م كما في الفيلم وجد الأمور قد تغيرت والفضيلة عمت شوارع لوس أنجلس، وأصبحت مدينة بلا جريمة، والطريف أنه من شدة حساسية المجتمع ونظامه أصبحت هناك أجهزة ضد التعدي اللفظي منتشرة في كل مكان، فما أن يتفوه أحدهم بلفظ جارح إلا وتقوم الآلة بضبط مخالفة تخرج في شكل ورقة وطبعاً سلفنشر استالوني (شبع) ورق، لأنه جاء بأخلاق الماضي وبين كل كلمة وأخرى يسب أحدهم ساخطاً أو ناقماً .. حتقولوا ونستكم الونسة دي ليه؟ أقول ليكم لأني ببساطة تخيلت لو أننا تملكنا هذا الجهاز الذي يشبه كاميرات المراقبة ونشرناه في المدن والعواصم أو الولايات لتقصي رأي الناس في الحكومة وفي الحالة التي يعشيونها، وأي شخص يخرج منه رأي ساخط تسجله الآلة كتابياً بورقة، وأقول رأياً ساخطاً وليس تعبيراً من شاكلة ما كان ينطق به بطل الفيلم، تخيلوا كم من لفائف الورق كنا سنحتاجها لتغذية هذه الآلات، بل كم من المخالفات سيجلها هذا الجهاز للمارقين عن الخط والطالعين من طورهم غضباً وزهجاً وقرفاً من الأحوال؟!!.. على كل إن حدث وتملكنا هذه الآلة فإن آذاننا ستصم من كثرة صفافيرها وهي تسجل مخالفة تلو مخالفة لأن الحكومة دي (حبابيها) بالكوم!!.
كلمة عزيزة:
والله لم تتعقد قضايانا ووصلت إلى ما وصلت اليه من حجم الكارثة إلا بتدخل الوسطاء من شاكلة أمبيكي وغيره.. ياسادة بلدنا بها من الزعامات الدينية والأهلية ما تحل له الرقبة، وهؤلاء قادرون إن وجدوا البراح والتفويض أن يحلوا كل مشاكل السودان- هذا إذا صدقت النوايا مش تريسوهم وتتيسوهم!!.
كلمة أعز:
الهلال هزم الزمالك بمدرب وطني، والمريخ وصل نهائي سيكافا بمدرب وطني، وكل اخفاقاتنا الرياضية تمت على يد مدربين أجانب، أريحونا من كذبة الأجنبي التي صنعناها وصدقناها!.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]