بديل البشير
تصريحات مختلفة تصدر عن المؤتمر الوطني تؤكد وجود نوع من الجدل حول خيارات البديل المطروح للرئيس البشير بعد أن كان الوطني قد جزم بعدم ترشح البشير في الانتخابات القادمة.
الاهتمام بالنفي أحياناً يقود للإثبات بأن الخبر المنفي لو لم يكن صحيحاً بالكامل فإنه على الأقل فيه شيء من الصحة.
فمثلا اهتمام إعلام المؤتمر الوطني بتوزيع (كبسولات) إعلامية من نوع تصريح أمين الشباب حامد ممتاز بأن تقديم مرشح لرئاسة الحزب والدولة يتوافق عليه الناس ليس أمراً صعباً.. هذا النفي في حد ذاته يشير إلى درجة من الصعوبة تواجه الحزب في الاطمئنان للبديل المحدد إن لم نقل إنها صعوبات في إيجاد التوافق الكامل عليه.
هذا التصريح ليس وحده، فقد اهتم الحزب بنفي ما يشاع حول وجود صراعات بين علي عثمان ونافع بخصوص خلافة البشير.
القيادات صاحبة الإجماع الواسع في التنظيمات السياسية حين تقضي فترة طويلة في مواقع القيادة تتعب الآخرين في اختيار البديل.
إن تنظيماً سياسياً مثل المؤتمر الوطني بمدارسه المختلفة وحجم وأوزان النخب السياسية وخبراتهم المتنوعة فيه ثم القلق الذي كان يبدو على الحزب خلال تجربة الممارسة في الحكم الطويلة والخلافات البائنة والمواربة بين التيارات ومراكز القوى المختلفة، لا يمكن أن يسلم تنظيم بهذه التركيبة الكيميائية من وجود خلافات إن لم نقل صراعات حول اختيار بديل لقائد يرى الكثيرون داخل وخارج الحزب أنه نجح في امتلاك شفرة الجماهير بدرجة تجعله يتعب من يأتي بعده.
الشاهد الأخير على وجود جدل أو ربما همس داخلي كثيف حول بديل البشير الذي تم اختياره أو الذي وقعت عليه الأنظار بقوة، الشاهد هو عدم الإفصاح عنه حتى الآن.
لماذا لا يقوم الحزب بالإفصاح عن المرشح البديل ويكثف نحوه الأضواء من وقت مبكر حتى يكسبه أعلى الفرص الزمنية الماهلة للالتفاف والإجماع حوله..؟
لماذا يكون هناك تأخير ولا يقطع الحزب قول كل خطيب لو كان الأمر بتلك السهولة ولو كانوا بالفعل قد حسموا أمر ترشيح بديل للسيد رئيس الجمهورية..؟
كان من المفترض أن يكون الحزب جاهزاً لهذا الأمر بل يقدم بكل جرأة بديلين للرئاسة بالترتيب حسب معايير الاختيار ليكون الحزب محتاطاً حتى لأقدار السماء..؟
إن الإفصاح عن المرشح البديل يمنح الفرصة لاستقطاب حتى أولئك الذين قد تكون لديهم تحفظات عليه عند الوهلة الأولى ربما تزول وتنتهي بمرور الأيام وبالتركيز على مميزات شخصيته والجوانب الأخرى التي قد لا تكون ظاهرة أمامهم الآن.
أعتقد أن هذا الإجراء يجب أن ينطبق على كل الأحزاب والتنظيمات التي حسمت أمرها وموقفها بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي