تحية مستحقة للدفاع الشعبي
تصفحت جريدة “العريش” فوجدت الدفاع الشعبي المتاوئم مع العصر والاصل، وجدت هجمة “انسانية” على مناطق السيول و الامطار، قوافل اغاثة متضررين و اخرى علاجية و وفود تضامنية. سلسلة من الانشطة المتتالية.
اعجبني التوفيق بين العصر الذي يستدعي العمل عبر صيغة منظمات المجتمع المدني و الارث الجهادي ذي الاصل الراسخ في الارض و الفرع الباذخ في السماء … حقيقة هو ما لفت نظري وهو ما يستحق التوقف و التحية. و جهود اخرى كثيرة قامت بها منظمات طوعية وطنية اكدت أن موسم الكارثة موسم عطاء و ليس موسم مزايدة و “توظيف سياسي” … نعم صحيح النقد و المناصحة امور مطلوبة و لكنها قابلة للانحراف و الانحطاط نحو المزايدة و العبث السياسي الرخيص.
اقترح على الدفاع الشعبي عدم الاكتفاء بمبادرات اغاثة المتضررين في كوارث الخريف … اقترح تأسيس قوات دعم سريع او تدخل سريع .. تكون جاهزة و مدربة على ادارة الازمات الانسانية و السيطرة على الكوارث. نعم صحيح هنالك دور للدفاع المدني وهنالك دور للخدمة الوطنية و لكن دور الدفاع الشعبي … في استيعاب المتطوعين و الحراك الشعبي كان و لا يزال هو الاكبر.
عبر الدفاع الشعبي هنالك من جاء يافعا من الخليج وهو يحمل “شهادة عربية” و روحه على كفه وغادر لسوح الفداء و تطاير اشلاء في سبيل العقيدة و الوطن. هل توجد جهة اخرى في السودان استطاعت حشد المئات من الالوف طوعا للموت … ؟ لا يوجد ابدا!
هل اهون الجمع و الحشد للموت و القتال ام الحشد للاغاثة و ادارة الازمات و السيطرة على الكوارث؟ المجتمع السوداني هو الرائد في المواءمة بين الاصل و العصر و الدفاع الشعبي عبر قوافل السيول و الامطار قدم نسخة مجتمعية سودانية خالصة .. و لو استمر و استلهم من تجاربه السابقة و تجارب الآخرين في الدفاع المدني و الهلال الاحمر و التجارب الدولية و الاقليمية. لو درس التراث السوداني في هذا المجال. لأسس منسقية كاملة لقوات النفير .. و لخرجت منها الوية و متحركات الى مناطق الازمات و ليس مناطق العمليات. الى اقاصي فجاج الارض في السودان وخارجه. السودان دولة راعية للمبادرات الانسانية و ليس للارهاب .. السودان لديه القدرة على تصدير تجربة النفير و الشهامة و المروءة و الرجولة و ليس استيراد الاغاثة الفاسدة و الملوثة بالاشعاعات النووية القادمة من الدول الاوربية.
الدفاع الشعبي فكرة و رسالة قادرة على غزو افريقيا بالمعاني و الانجازات و ليس بالسلاح.
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني