تحقيقات وتقارير

منبر نساء الأحزاب في كماشة الاتهام

[ALIGN=JUSTIFY]«منبر النساء السياسات مؤامرة»، «حل المنبر واجب وطني»، «لا.. لا.. لمنبر نساء الأحزاب»، «لا.. لا.. للادماج لا.. لا.. للتآمر»، «لا.. للتآمر على مقاعد المرأة»، «قاعدين.. قاعدين.. حارسين.. حارسين».. هذه وغيرها هتافات وكلمات مكتوبة على لافتات تحملها مجموعة من النساء في تظاهرة سلمية أمام مبنى البرلمان ظهر الخميس بقيادة رئيسة اتحاد المرأة رجاء حسن خليفة. المراقب لتلك التظاهرة يرى أنها جاءت رد فعل للتظاهرة السلمية التي سيَّرتها ما يفوق المائة امرأة باسم منبر نساء الأحزاب في صبيحة ذات اليوم بغرض الضغط من أجل مطالبها المتمثِّلة في القائمة المدمجة للنساء في قانون الانتخابات مع تحديد نسبة (30%) بدلاً عن (25%).
وقالت القيادية في حزب الأمة سارة نقد الله التي كانت في موكب نساء الأحزاب في تصريحات «جئنا للتعبير عن رفضنا التام للقائمة المنفصلة التي نعتبرها تكريساً لتهميش المرأة وعزل أجندتها عن أجندة الوطن».
وخاطب تجمّع منبر نساء الأحزاب القيادي في كتلة التجمع عن الحزب الشيوعي سليمان حامد الحاج الذي أكد وقوف التجمع مع مطالب نساء الأحزاب ودعمه لهن.
وفي التجمع الذي سيّرته مجموعة من النساء أغلبهن من حزب المؤتمر الوطني، إن لم يكونوا كلهم، بقيادة رئيس اتحاد المرأة رجاء حسن خليفة، خاطبهم رئيس لجنة العمل والقيادي في كتلة المؤتمر الوطني عباس الخضر الذي كال انتقادات لاذعة لمنبر نساء الأحزاب، ووصفه بالمعزول، وطالب المتجمعين بملء ساحة البرلمان كرد على نساء الأحزاب الذي قال إن كيانهن لا يملك جماهير أو قواعد.
عدد من المتحدثات في الموكب أكدوا بأن المنبر لا يمثّل المرأة السودانية وتمسكوا بالقائمة المنفصلة ونسبة (25%) باعتباره حقاً انتزع عبر النضال والسهر.
رئيسة اللجنة البرلمانية وعضو كتلة المؤتمر الوطني سامية سيد أحمد أكدت لدى مخاطبتها الموكب وهي تحمل في يدها لافتة ورقية كتب عليها «منبر النساء السياسيات مؤامرة ضد المرأة السودانية»، أنها تلقّت رسالة من برلمانيات تشريعي الجنوب تؤيد القائمة المنفصلة ووصفت منبر نساء الأحزاب بالمنبر «الديكوري»، وبأنه صناعة أمم متحدة، وطالبت الأمم المتحدة بأن ترفع يدها من العمل السياسي في السودان. وقالت إن نساء الأحزاب يُردن الطعن في وحدة المرأة، وأوضحت «نحن مرابطون في اجتماعات اللجان وفي حالة استنفار حتى لا نؤتى من ظهورنا». وأضافت «ونقول لنساء الأحزاب دعوا أحزابكم الكرتونية تعطيكم 05%».
وأشارت إلى أنها اتصلت بعدد من الأحزاب، قالت إنها تبرّأت من المنبر وتساءلت ما الأسباب التي تدعوا الأحزاب تتوارى خلف النساء، وأوضحت «عند إجازة قانون الانتخابات في مرحلة السمات العامة، لم يعترض أي أحد ولم يثر تلك النقطة».
ووصفت رئيسة اتحاد المرأة رجاء حسن خليفة منبر نساء الأحزاب بالمشبوه، وأكدت أن القائمة المدمجة التي ينادي بها تآمر على المرأة، وأشارت إلى أنها مصلحة حزبية وليست نسائية، وشددت على أنهم سيجتمعون يومياً أمام البرلمان لحين إجازة قانون الانتخابات.
رئيسة لجنة حقوق الإنسان والقيادية في الحركة الشعبية د. بارسيلا جوزيف أكدت أن منبر نساء الأحزاب جزء من الحركة النسوية وأن لهن الحق في التعبير والمطالبة بحقوقهن، وأشارت إلى أن نسبة (25%) المخصصة للمرأة مطلب الحركة الشعبية، وأوضحت «إذا اتفقنا مع المؤتمر الوطني على «60/40» بالنسبة للتمثيل النسبي والجغرافي لن تكون هناك آلية للقائمة المدمجة لأن نسبة النساء ستصل لـ(20%) لذلك وقع الاختيار على القائمة المنفصلة للحصول على (25%)»، وأضافت «أننا في الحركة مع القائمة المدمجة في حالة المناصفة مع النسبي والجغرافي حتى توفر نسبة الـ(25%).
وفي ذات المنحى قلل رئيس الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني د. غازي صلاح الدين من منبر نساء الأحزاب، وقال في تصريحات صحفية سابقة «هؤلاء لا يمثلن نساء الأحزاب إلا إذا كانت أحزاباً وهمية فكل الأحزاب معنا» وأردف «نستغرب هذا الموقف من مجموعة من السيدات لأن القانون حفظ مكسباً كبيراً ينبغي أن تكون لدينا الشجاعة في الاعتراف به»، وأوضح «عندما تخرج القائمة امرأة- رجل والعكس، هذا يعني أن الـ(15%) قائمة رجال»، واستعجب من أن تطالب النساء بذلك لا سيما وأنه سينسحب على نسبة المرأة في المحصِّلة النهائية، وزاد «هناك مجموعات نسائية عديدة ضد هذا الموقف ولا يبغي الاعتبار بموقف جهة لم تستطع أن تنسب نفسها نسبة صحيحة»، وتساءل «ما هي نساء الأحزاب»؟!
وبالرجوع إلى تكوين منبر نساء الأحزاب نجد أنه شكِّل في مارس 2004م، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لأغراض التدريب ورفع القدرات لنساء الأحزاب، ويضم (25) حزباً سياسياً بمعدل عضوين من قياديات كل حزب سياسي، باستثناء حزب المؤتمر الوطني، رغم مشاركة عدد من منتسبيه في دورات تدريبية خاصة بالمنبر بحسب القيادية في المنبر ماجدة عثمان والتي قالت في اتصال مع «الصحافة» إن نساء المؤتمر الوطني شاركن في دورات تدريبية تخص المنبر كما أن لهن اتصالات بالمنبر لا سيما في القضايا التي تمس مصالحهن، وأكدت أن منبر نساء الأحزاب غير مسجل وأن ما جمعهم برامج التدريب ورفع القدرات، وأوضحت «وأحياناً يتم تنسيق في ما بيننا لمواقف الشراكة». ورفضت التشكيك في المنبر، وقالت ما المشكلة في أن يسهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تدريب ورفع قدرات نساء الأحزاب، وأوضحت «البرنامج الإنمائي يقوم بدعم الحكومة عبر المعاهدات والاتفاقيات»، وجددت رفض المنبر للقائمة المنفصلة وقالت إن القائمة المنفصلة ستفضي في النهاية إلى عزل النساء عن قضايا الوطن إلى جانب أنها ستكرِّس للحزب الواحد، وأردفت «نفتكر أن الحزب السياسي الوحيد المسموح له بالحركة بحرية وله المقدرة على تمويل الحملات للنساء هو المؤتمر الوطني»، وأكدت بأن القائمة المنفصلة ستنسف فكرة التمثيل النسبي والتنوع. ووصفتها بالمرهقة.
عموماً ستشهد جلسة غد تجمهراً نسائياً لتيارين مختلفين، فإحدى المتظاهرات في فريق رجاء حسن خليفة – رئيس اتحاد المرأة، ذكّرت الموكب بضرورة أن تأتي كل واحدة منهن وبصحبتها عشر من النساء، كما ان منبر نساء الأحزاب ايضاً سيحشد مناصريه.. كلٌّ يدافع عن وجهة نظره والفيصل سيكون في قاعة جلسات البرلمان.
علوية مختار : الصحافة [/ALIGN]