عبد الجليل سليمان

عمارة الحكومة ولا “حمارة” المعارضة


[JUSTIFY]
عمارة الحكومة ولا “حمارة” المعارضة

بيدي تلك، أُمسِك بالمثلِ الشعبي المهجور بفعلِ الحداثة، والقائل (باع عمارة واشترى حمارة)، وبيدي هذه، أفرد (الصحيفة) لأقرأ: إن الأستاذ (محمد مختار الخطيب) سكرتير الشيوعي، وبعد أن قطع بشكل جازم ومانع أن حزبه لم يستلم (مِليماً واحداً) تعويضاً عن أضرار وقعت عليهم، ثم استطرد قائلاً للزميلة (التيار)، تعليقاً على إقرار حزب (المؤتمر الشعبي) باستلام أموال من الحكومة كتعويض، بأنه ما كان للشعبي أن يستلم هذه (التعويضات) خفية من (وراء الناس)، وأن أي تعويض لحزب أو جهة ما دون الآخرين يعني أن ثمة تفاهمات تشي بصفقة (تحت التربيزة)، بحسب الصحيفة.

ألم نقل ذلك من قبل؟ فهل كنا حواة أم متنبئين أم ضاربي رمل وقارئي فناجيل وأكف؟ حاشا أن نكون كذلك، إذ أننا عمدنا إلى تحليل المعطيات الماثلة، فكانت النتيجة أن (الشعبي) اتفق تماماً مع الوطني وهو من يدير الحوار ضمن آلية (7+7) بوجهين، وجه معارض في الظاهر، و(حكومي) من وراء لثام، وقلنا إن اتفاق كهذا لا يمكن أن يتم بين (الإخوة الأعداء) دونما صفقة ضخمة.

هذه الصفقة تم تسريب جزء من ذيلها الآن، فـ (انخلعت) المعارضة، فماذا هي فاعلة إذ أطل رأسها؟

في ظل ظروف ومعطيات كثيرة مُتصلة بما تواجهه تيارات الإسلام السياسي، خاصة (الإخوان المسلمون)، من عنتٍ ومشقةٍ في العالم كله، وما ترتب على ذلك في (مصر)، فإن أي تحليل سياسي للعلاقةِ بين مفارزِ (الإخوان السودانيين)، لا يأخذ في اعتباره تِلكْ المُعطيات والظروف، لن يتوصل إلى نتائج حقيقية، وبالتالي يقع في مآزقٍ جمة أقلها (الخُلعة).

وأكثر منها بقليل، هو أن (الشيوعي) سيبتئس جداً، عندما يتضح له أن بيانه المُشترك مع (حركة الإصلاح الآن) التي لا فرق بينها وبين (المؤتمريْن الوطني والشعبي)، كان يفتقر ليس إلى الحصافةِ والذكاء السياسييْن فحسب، بل حتى على القُدرة على التحليل السياسي التي تنبني عليها (تحالفات) معارضة كانت أم في السلطة، وإلاّ فإن ما تضمنه البيان المشترك من بنود مع (ظل الفيل)، كان من الممكن أن يوافق على حد أدنى منها (الفيل) ذاته.

لكن (الشيوعي) الذي ربما رأى في حركة الإصلاح (ظلاً مستقيماً) لـ (عودٍ أعوجٍ)، فترك الوطني وانخرط مع فرعه الأقل ضراوة (وطراوة)، في حوار لم يسفر عن شيء، سيفاجأ حتماً أن بيانه المشترك معه الحركة الممهور بتوقيع (صديق يوسف) هو في واقع الأمر بيان بينه وبين المؤتمر الوطني.

ثم بعدها، ستنفتح قُدامه صفحات تُتلى و(تُتلتل) من التعويضات والصفقات، والتكنيكات الأخرى من شاكلة (حبسياً ورئيساً، زائد سبعة، وناقص اتنين).

قال وما هما الإثنان؟ قال: (الشعبي والإصلاح الآن)، اللذان لن يكون لهما خيار وفقاً للظروف والمعطيات والشروط المحيطة بهما، كونهما (أخوان)، سوى صعود (عمارة الحكومة) والنزول من (حمارة المعارضة).

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي