عبد اللطيف البوني

هل تنكسر عصا اوباما ؟


[ALIGN=CENTER]هل تنكسر عصا اوباما ؟[/ALIGN] هنالك شبه اجماع على ان خطاب اوباما للعالم الاسلامي من جامعة القاهرة كان حدثا فريدا واستثنائيا في سيرة الرؤساء الامريكيين. وهناك شبه اجماع على ان الرئيس اوباما يعني مايقول وانه جاد في اعمار علاقة امريكا بالعالم الاسلامي. وهناك اجماع بان اوباما نفسه خال من أي نزعات صليبية او أي آراء سالبة تجاه الاسلام كدين ولكن في نفس الوقت هناك شبه اجماع على ان نوايا اوباما وربما خططه لن تفعل شيئا في تغيير واقع العلاقة المأزومة بين امريكا والعالم الاسلامي. فالكونغرس واللوبيات لا بل وكل الرجال و النساء حول الرجل لايرون مايرى. فنائبه جوزيف بايدن ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون ومندوبته في الامم المتحدة سوزان رايس ووزير دفاعه غيتس كلهم من اليمين المتطرف ذي النزعات الصليبية تجاه الاسلام والمسلمين 0 سأل احدهم اوباما عن الجديد الذي يراهن عليه في تنفيذ سياسة جديدة تجاه العالم الاسلامي وهو محاط بهذا الحرس القديم فاجاب اوباما بالقول (الجديد انا ياصديقي).
بين شبه الاجماعين المتقدمين (لو جاز التعبير) المتناقضين يقف العالم متفرجا ليرى تطور العلاقة بين العالمين الاسلامي والامريكي هل ستكون الغلبة للحرس القديم ام (للجديد ياصديقي)؟؟ يمكننا اليوم ان نقف عند محطات مبكرة يظهر لنا فيها ان اوباما كسب عدة نقاط. فإليه تحسب نتيجة الانتخابات اللبنانية وكذلك ماحدث من اضطرابات في ايران بعد الانتخابات فسعد الحريري سوف يصبح رئيسا لوزراء لبنان كما ان ايران منذ تفجر الثورة الاسلامية 1979 لم تشهد مسيرات مناهضة للمحافظين وداعية للاصلاح كما شهدتها حديثاً فالمسألة اكبر من موسوي ومن الانتخابات نفسها وقد نسب المراقبون كل هذه التطورات لخطاب اوباما وسياسته الجديدة بزعم ان الاعتدال الامريكي سوف يولد اعتدالا في العالم الاسلامي.
ولكن بالمقابل هناك محطة كبيرة كسبها الحرس القديم، فالخطاب الذي القاه نتنياهو في الاسبوع المنصرم والذي قال فيه انه لا يمانع من قيام دولة فلسطينية منزوعة الانياب والصلاحيات والسيادة دولة صلاحيات محلية في قانون الحكم المحلي الذي وضعته الانقاذ اكبر من صلاحياتها 0 والواضح جدا ان نتنياهو قد وجه خطابه لاوباما ليس لان اوباما مصر على حل الدولتين لا بل جعل حل الدولتين هي العصا التي يهز في عينى العالم والاهم من ذلك ان اوباما مهما اظهر من حسن النوايا ومهما قال للعالم الاسلامي فان المحك هو مشكلة فلسطين لانها القضية المركزية للعرب والمسلمين ومنطقة الشرق هي قلب العالم الاسلامي فمسألة فلسطين هي المدخل الاساسي لاعمار أي علاقات مع العالم الاسلامي 0 ان خيارات اوباما تجاه اسرائيل محدودة جدا فمع قوة ونفوذ اسرائيل داخل المؤسسة الحاكمة في امريكا فلن يستطيع اوباما ان يمارس أي ضغوط عليها وبالتالي ستكون اسرائيل بمثابة (المنفس) الذي نفس بالون اوباما الذي حلق في سماء العالم الاسلامي.
يراهن اوباما على شعبيته الكاسحة التي اكتسبها بصورته الاعلامية الزاهية فقد اصبح نجما مع كاريزما قيادية والعلاقة بينهما جدلية. فبالامس كتب صديقنا ضياء الدين بلال في هذه الصحيفة عن قصة اوباما مع الذبابة وكيف انه اغتالها بصورة بدائية وكيف ان خبرها طغى على بقية اخبار اوباما وقد وصف اغتياله للذبابة بانه استعمل الطريقة الافريقية(منتهى التريقة) وفي تقديري ان هذه بداية الحرب على نجومية اوباما (ما تستاهل ياود الحسين اخونا) واغلب الظن ان الايام القادمة سوف تشهد تطورات مثيرة في هذا الفيلم التراجيوكوميدي.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 20/6/2009)
aalbony@yahoo.com