جمهورية «سوداتل»..
منذ أن ظهرت «سوداتل» إلى الوجود، على أنقاض المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللا سلكية، قبل عشرين عاماً، تعرضت لهجوم من القوى التقليدية المستسلمة للركون في «مربع واحد»، وجرت الاتهامات تحت أقدام الحكومة وأمامها مثل سيول أغسطس من كل عام، أخفّها بيع القطاع العام، وأثقلها تشريد العاملين، ومحاولة عزل السودان عن العالم بانقطاع آخر «خيط» اتصال بينه وبين العالم بعد أن أشهرت واشنطن والغرب سلاح المقاطعة في وجه نظام الحكم في السودان.
عشرون عاماً مرّت الآن منذ ذلك العهد الذي كان فيه الهاتف ترفاً لا يقدر عليه الكثيرون وإلى أن بلغنا ما بلغنا اليوم، من ذات الشركة التي تعرضت للهجوم العنيف، والتي أوصلتنا إلى درجة من التقدم في عالم الاتصالات لم تصله دول كثيرة، بل وكانت رائدة في هذا المجال، وابتدعت من أساليب الإدارة الحديثة ما قفز بها فوق أسوار المصاعب والتخلف والبكاء على الأطلال، كما ابتكرت من الوسائل والخدمات ما يجعلها أكثر ارتباطاً بالناس، فاستحق منتجها الأكبر اسم «سوداني».
«سوداتل» نموذج للنجاح الذي نرجوه لمؤسساتنا كلها، ولدينا الكثير من النماذج الناجحة التي فتحت أمام بلادنا أبواب المستقبل، مثل الجامعات الحديثة الخارجة من سجون ماضي الذكريات التي حبست فيها بعض مؤسسات تعليمنا العالي نفسها، ولم تلحق بركب التطور، وهناك قفزات مهمة في مجال الإنشاءات والطرق والمعابر بخبرات سودانية ما كان لها أن تجد فرصتها في ظل أنظمة سياسية سابقة كانت تفضل «الأجنبي» على «المحلي» لأن العمولة هناك بالدولار والعملات الأجنبية.. وهنا.. «لا شيء»!
الكيد السياسي يجعل بعضنا يتجه لتبخيس الناس أشياءهم، ويجعل البعض لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً طالما لم يرَ نفسه فيه، وهؤلاء هم كبار قادة ما تعارفنا على تسميته بحزب الفشل، أي الذين لا يعملون ولا يرضيهم أن يعمل الآخرون.
بالأمس أطلقت سوداتل خدمة «قروشي» وهي خدمة جديدة، هي تحالف بين المال والتقنية، الأول يمثله بنك فيصل الإسلامي والثانية تمثلها سوداتل، وهو تحالف من أجل المواطن وخدمته، ويحسب الكثيرون أن كل هذه القفزات جاءت بسبب العقول الشابة والقلوب المفتوحة على مجتمعها دعماً وتطويراً ومساندة في مجالات الصحة والتعليم وبقية الخدمات، في نجاحات متصلة يقودها شباب مثل الرئيس التنفيذي للشركة السودانية للاتصالات المحدودة «سوداتل» المهندس طارق حمزة، ويخطط لها مجلس إدارة يضم عدداً من خبراء الاقتصاد والإدارة، من أمثال رئيس المجلس الدكتور عبد الرحمن ضرار وزير الدولة بوزارة المالية والخبير الاقتصادي المعروف، وأمثال نائبه رجل المصارف والخير والبر المعروف السيد حسن سكوتة.
سوداتل تنجح دائماً في عرض ما لديها أمام حشد نوعي تجيد أمر دعوته ليقف على التفاصيل الكثيرة التي تسند عنواناً ضخماً يجيء في كلمة واحدة مثل «قروشي» أو في كلمتين مثل «خلي عنك» وللأستاذ محمد الأمين مصطفى مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة وهو مجاهد حقيقي وقديم، له قدرة عجيبة على التواصل مع الجميع.
هنيئاً لسوداتل بجمهوريتها الفتية التي أعلنت حكومتها الإلكترونية اعتباراً من الأمس، وفتحت الأبواب أمام آلاف الشباب من خريجي الجامعات السودانية للالتحاق بها ليؤسسوا لنجاحات قادمة تجعلنا أكثر اطمئناناً على مستقبل بلادنا.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]