تحقيقات وتقارير

البلهارسيا .. الخرطوم في خطر

كشفت وزارة الصحة ولاية الخرطوم النقاب عن أن مرض البلهارسيا يتوطن في «105» مناطق بمحليات الخرطوم «جبل أولياء، أم درمان، بحري، شرق النيل» وتعتمد الوزارة على معدل الإنتشار وسط التلاميذ للوصول الى صورة عن وضع إنتشار المرض في المجتمع.

ودرجت وزارة الصحة بولاية الخرطوم على تنفيذ مسح كل عامين لتحديد معدل إنتشار البلهارسيا وسط تلاميذ مرحلة الأساس في المناطق التي يتوطن بها المرض، ويستهدف المسح هذا العام «45577» تلميذاً وتلميذة في «302» مدرسة أساس و«17» خلوة بمناطق توطن مرض البلهارسيا، وبالرغم من أن مرض البلهارسيا يأتي بعد الملاريا عالمياً، إلا أنه يأتي في مؤخرة الاهتمام العالمي ودعم المنظمات باعتباره من الأمراض المهملة، وذلك لأنه مرض محلي لا تتأثر به الدول الداعمة مثل الملاريا والأيدز.
عبدالماجد تاج الدين مدير برنامج مكافحة البلهارسيا بوزارة الصحة ولاية الخرطوم لـ«الرأي العام» قال إن مرض البلهارسيا عرف في السودان منذ قيام المشاريع الزراعية التي لم تتبع الطرق الحديثة للري والإعداد الجيد لعمليات مكافحة العائل الوسيط بجانب سلوك السكان غير الصحي بالاستحمام في الترع والقنوات بجانب إفتقار المناطق السكنية في أو حول المشاريع الزراعية لمياه الشرب النقية، ولأن المرض يسبب مجموعة من المضاعفات الخطيرة التي يتعذر علاجها مثل تضخم الكبد والطوحال والتقيؤ الدموي وسرطان المثانة فقد بذلت جهود عديدة لمكافحته. ويشكل مرض البلهارسيا مشكلة صحية بولاية الخرطوم، وتم إجراء أول مسح لتلاميذ مدارس الأساس في المناطق التي يشتبه في وجود المرض بها «المناطق الزراعية» في العام 1995م وأوضح المسح أن نسبة الإصابة أكبر، وانتشار المرض أوسع لما كان يتوقع، ولذلك كان لابد من تأسيس برنامج مكافحة البلهارسيا وبدأ عمل البرنامج في العام 1996م، في القرى الواقعة في أو حول مشروع السليت الزراعي بمحليتي بحري وشرق النيل بالإضافة الى قرى مشروع ود رملي الزراعي وقرى دبك والفكي هاشم وامتد نطاق العمل ليشمل مناطق الحاج يوسف غرب «الحاج يوسف» الترعة بجانب قرى الجموعية ومنطقتي السامراب وأم ضريوة وطيبة الأحامدة وفي العام 2002م دخلت منطقة الشجرة الى عمل البرنامج وذلك لتوافر البيئة الملائمة لظهور المرض، وفي العام 2007م تم إدخال محلية جبل أولياء في المناطق المتاخمة للضفة الشرقية للنيل الأبيض.
وقال مدير برنامج مكافحة البلهارسيا إن البرنامج وضع أربع استراتيجيات تتمثل في التشخيص والعلاج وذلك من خلال تنفيذ مسح لتحديد معدل انتشار البلهارسيا وسط تلاميذ مرحلة الأساس بالمناطق التي يتوطن بها المرض وبناء على معدل انتشار المرض وسط التلاميذ يتم تحديد نوع السياسة العلاجية التي سيتم تنفيذها بالمنطقة المعنية حسب موجهات معدل الانتشار وفي حالة وجود (3) إصابات لكل (100) نسمة يتم علاج التلاميذ المصابين فقط بالمدارس ولا تمتد السياسة العلاجية لتشمل أفراد المجتمع وفي حالة أن يكون معدل الانتشار بين (3) إصابات الى (10) إصابات لكل (100) نسمة من السكان يتم تنفيذ سياسة العلاج الفئوي بالمجتمع بالمنطقة المعنية وتعني إعطاء جرعات علاجية من عقار البرازيكوانشيل للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض من المجتمع وهم فئات الأطفال من الفئة العمرية (5-15) سنة بغض النظر عن كونهم في المدارس أو خارج التعليم وبغض النظر عن كونهم مصابين بالمرض أو غير مصابين بجانب إعطاء كل أفراد المجتمع المعرضين لخطر الإصابة بالمرض جرعات من الدواء نتيجة لإحتكاكهم بالمياه الملوثة بطفيل المرض وذلك لطبيعة مهنتهم أو حياتهم اليومية مثل المزارعين، والقراعين، والصيادين بجانب إعطاء الجرعات العلاجية في شكل حملات تستهدف المدارس والمناطق بالمنطقة المعنية.
وقال مدير البرنامج إن البرنامج نفذ حملة علاج جماعي العام الماضي وتم علاج (100/ 466) فرداً بنسبة تنفيذ بلغت (96%) من المستهدفين وقد كانت نسبة انتشار البلهارسيا بمناطق توطن المرض بولاية الخرطوم قبل الحملة (7ر2%) وهي نسبة انتشار قليلة مقارنة ببعض الولايات.
وقال إن الوزارة تعتزم قيام حملة علاج العام 2010تستهدف المواطنين، وأشار الى أن البرنامج يستهدف مكافحة الديدان خاصة أنه لا توجد استراتيجيات لمكافحتها وتوجد خطة لدراسة الوضع الحالي بالولاية لوضع استراتيجية لمكافحتها.

أماني اسماعيل :الراي العام