جمال علي حسن

أياً كانت الأسباب


[JUSTIFY]
أياً كانت الأسباب

بكثافة غريبة تداولت مواقع التواصل الاجتماعي و(الوات ساب) بين مواطنين ومقيمين في دول الخليج والسعودية أمس خبر إغلاق السودان للمراكز الثقافية الإيرانية وقرار الخارجية بإمهال الموظفين والعاملين في تلك المراكز ٧٢ ساعة لمغادرة البلاد.

الخارجية لم تشرح عند الوهلة الأولى للقرار أسبابه ولم تفصح عن تفاصيل كثيرة، ودائماً القرارات الحادة بهذه الدرجة لا تلجأ إليها وزارة الخارجية إلا حين يبلغ السيل الزبى أو كما ينشد أحمد مطر:

بلغ السيل الزبى

فاحصدوا نار الفناء

وبرغم أن القرار غير مسبب من الخارجية بالوضوح الذي كنا نتوقعه حتى (نتنور) بما فعل هؤلاء، لكن يبدو أن القرار صادف هوى الجميع فزودوه بما يكفي من الأسباب العامة الكافية حقاً لاتخاذ هكذا قرار قبل اليوم، وبات إحساس عدم الرضا العام عن نشاطات تلك المراكز الثقافية هو الذي يحرس بوابة الخروج بدلا ًعن متخذي القرار.

نحن نقول: أياً كانت الأسباب، فإن النتائج العامة تصب في الاتجاه الصحيح، اتجاه الزحف نحو مربع الحياد الإيجابي من ميدان الصراعات المشتعلة في المنطقة.

وبما أنه ليست في بلادنا أية قضية طائفية حتى الآن، والحمد لله، فمن الأفضل أن نبعد أنفسنا عن هذا الصراع (وشهراً ما عندك فيهو نفقة ما تعد أيامو)، لأن نشاطات التشيع في هذا العالم (الداعشي) تعني فتح المجال لتفريخ خلايا التطرف السني في مقابل تلك النشاطات، وندفع نحن الثمن.. نحن الذين لا نعرف هذه اللغة.. نحن المجتمع السوداني المسلم على كتاب الله وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).. نسمي أبناءنا بكل أسماء الصحابة الأبرار وآل بيت رسول الله، عليه الصلاة والسلام.

نسمي أحدهم (عمر)، والآخر (علي)، والثالث (عثمان)، والرابع (أبوبكر)، والخامس (جعفر) والسادس (مهدي)، وتجد في العائلة السودانية الواحدة اسم (معاوية) شقيقاً لأخيه (الحسين)..

ليست فينا أية قضية مذهبية أو طائفية، وبالتالي فإن القرارات الحاسمة والصارمة ضد مثل هذه المراكز الثقافية ذات النشاطات الطائفية تكون محصلتها، غض النظر عن الحيثيات، لكن النتيجة هي قطع إمداد الفتنة الطائفية اللعينة من التسلل نحو دارنا التي يكفيها ما هي فيه من فتن وإحن وصراعات سياسية ونزاعات قبلية..

ثم وفي آخر ما نذكر، أن ذلك الارتياح الذي عم دارنا بإغلاق بوابات الفتنة لأي سبب قدره لهم الله بحسب نواياهم، لكن هذا الارتياح أيضاً عم ديار الأشقاء العرب، الديار المكتوية بتلك النيران، فخيراً ما فعلتم..

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي