عبد اللطيف البوني

يامسافرين بالسلامة


[ALIGN=CENTER]يامسافرين بالسلامة[/ALIGN] (…….. الحركة يقودها الفريق مالك عقار، ويتحدث باسمها ياسر عرمان، وينظرها من وراء الجدران منصور خالد، شماليو الحركة ليسوا وحدهم فهناك باقان اموم الامين العام للحركة و…….). هذا المقتطف مأخوذ من نص كتبه الاستاذ عبد الباقي الظافر بصحيفة «اخبار اليوم» الغراء الصادرة يوم الاحد 21 يونيو وعبد الباقي من شباب الصحافيين النابهين المقيمين بأمريكا وكان يصف في محادثات الحركة والوطني الجارية هذه الايام بواشنطون ولا ندري عما اذا كانت سوف تنتج نيفاشا اثنين ام واشنطون واحد. في المقتطف اعلاه استوقفتني مكانة الشماليين في الحركة في تلك المفاوضات وليت بالمقابل كان هناك جنوبين في رأس وفد المؤتمر من امثال رياك قاى كى تكون (الخلطة مسبكة).
نيفاشا رغم انها وضعت خارطة طريق لكل السودان ويتمثل ذلك في دستور انتقالي وقسمة ثروة وسلطة جديدة(مازالت على الورق في معظمها ) الا انها – نيفاشا – كانت في عظمها ولحمها اتفاقية بين الشمال والجنوب فقد (فرزت حق) الجنوب وهيأته ليصبح دولة مستقلة (ربما قبل 2011م)، فالسؤال هنا وجود القادة الشماليين في رأس وفد الحركة في واشنطون هل يمكن ان يعيد النظر في ذلك الامر؟ نسأل هذا السؤال على اساس ان الشماليين في الحركة هم اكثر السودانيين حرصا على وحدة البلاد وهم مع ان يقدم الشمال كل ما يمكن ان يجعل الوحدة جاذبة للجنوبيين واذا انفصل الجنوب لا سمح الله ستكون كل سنوات نضالهم قد ضاعت هدرا وذهبت لنقيض الاهداف التي كانوا يعملون من اجلها وبالطبع كل السودان جنوب على شمال سوف يدفع ثمنا غاليا اذا حدث الانفصال.
الذي رشح لنا من مؤتمر واشنطون انه حتى اليوم (الاثنين ساعة كتابة هذا المقال) لم يتجاوز عقبة التعداد، فالحركة مصرة على رفض نتائجه والمؤتمر مصر على صحتها (خلاص الانتخابات الايرانية دي) ورشح كذلك ان اهم البنود التي سوف يخوض فيها المؤتمرون هي قضية ابيي وترسيم الحدود بين البلدين عفوا اقصد بين الشمال والجنوب وبالطبع ستكون هناك الانتخابات وقانون تقرير المصير ويقال ان نقاط الخلاف المراد بحثها اربعة عشر نقطة فان كان ذلك كذلك ستكون (ملمة) واشنطون مجرد ترميم لنيفاشا وبالتالي زيادة سرعة التوجه نحو الانفصال بعبارة اخرى اذا كانت نيفاشا قد وضعت الاساس للانفصال فان واشنطون سوف تكمل بقية (المداميك لغاية البيم) ليكتمل البناء في2011م.
اذا كان السيناريو اعلاه هو الذي سيحدث فلماذا ذهب الوطني وشماليو الحركة الى واشنطون؟ المؤتمر الوطني يتأبط فكرة تطبيع العلاقة مع امريكا وهذا يبدأ بازالة اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للارهاب وانهاء المقاطعة الامريكية والمساعدة في حل قضية دارفور والتخلص من الجنائية وتصريحات غرايشن من ان مايحدث في دارفور ليس حرب ابادة وانها حرب بين دولة ومتمردين وليست موجهة لعرق معين هذه التصريحات تعتبر (جذرة) قدمت لوفد المؤتمر فهل سوف تعطي امريكا المزيد كي يعطي المؤتمر الحركة المزيد؟ اما السؤال لشماليي الحركة يظل قائما فهل ذهبوا للمساعدة في زيادة دوران عجلة الانفصال ام الحكاية فيها (حاجات تحت تحت) وياخبر بفلوس وباكر ببلاش، ورغم ذلك نستجدى مع الجابري (يامسافرين بالسلامة اشرحوا الحال لي اهلنا) والبلوم في فرعه غنى وذكرنا يا الحبان اهلنا.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 23/6/2009)
aalbony@yahoo.com