عبد الجليل سليمان

احذروا الطبالين

[JUSTIFY]
احذروا الطبالين

عندما ابتدرت الحكومة حوارها مع بعض الأحزاب ضمن ما يُعرف بآلية (7+7) للحوار الوطني، لم يكترث الكثيرون للأمر، بل وذهب بعضهم إلى توصيفه (ضمنهم أنا) بأنه عبثي و(مضيعة للوقت)، واستند هؤلاء على حيثيات قويِّة ومكينة أهمها أن أسلوب الحوار بالتجزئة أثبت فشله، وأثمر عبثية سياسية لا نظير لها في العالمين، بل وشجع كثيرا من المجموعات المسلحة (صغيرة الحجم، قليلة التأثير) على اجتراح مفاوضات مع الحكومة مقابل حقائب ومناصب (دونما شرح للمفردتين السالفتين).

لذلك، ولأن جل الأحزاب التي كانت منخرطة في (7+7)/ موالية ومعارضة، هي أحزاب ضئيلة التأثير وتفتقر إلى قواعد جماهيرية عريضة، لكن ذلك لا يغمطها بالضرورة – حقها في الحوار بشأن المسائل الوطنية حتى ولو كانت عضويتها (صفر)، فقط، وفي حالة كهذي تظل المشكلة قائمة، وبالتالي يفقد الحوار قيمته طالما أن الحركات المسلحة المؤثرة على الأرض خارجه، وطالما أن بعض الأحزاب التي تتوفر على قواعد جماهيرية عريضة كحزب الأمة (خرجت) عنه.

لذلك فإن اتفاق المبادئ الذي التأم بأديس أبابا بين قوى المعارضة بشقيها السياسي والمسلح وآلية الحوار (7+7)، تحت إشراف (أمبيكي ومنقريوس)، غير حالة التشاؤم إلى تفاؤل حذر، وهذا أمر جيد سيلقي بظلاله على جُملة الأوضاع في البلاد خاصة الاقتصادية، وسيحدث حالة من الاستقرار غير المسبوق خاصة أن أهم نقاط اتقاق المبادئ هي وقف إطلاق النار، ثم إطلاق المعتقلين السياسيين وتعزيز الحريات والمشاركة.

وهذا أمر مُفرح بالطبع، ومدعاة للتفاؤل كما أسلفنا، ولكن على المؤتمر الوطني بصفته (أهل الحل والعقد)، أن يتوخى الحذر من بعض ضاربي طبول الحرب من أعضائه، هؤلاء الذين دأبوا على إطاحة أي مبادرات جادة لتحقيق السلام، من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة.

من مثل هؤلاء ينبغي التحوط والتحصن جيداً، فلا نريد مزيداً من إراقة الدماء، لذلك أكثر ما أسعدنا في الاتفاق المبدئي هو توفر الإرادة لدى كل الأطراف للإقرار بضرورة إيقاف العمل العسكري والجلوس إلى طاولات التفاوض، ثم كل شيء يتحقق رويداً رويدا.
[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي