حيدر المكاشفي

بنت المهدي وودالشيخ ..اعتبروهم مثل قوش وود ابراهيم

[JUSTIFY]
بنت المهدي وودالشيخ ..اعتبروهم مثل قوش وود ابراهيم

لقد يئسنا والله وآيسنا من كثرة ما رددنا ما يكفله الدستور والقانون وما أقرته المواثيق الدولية وفوق ذلك ما أمر به الدين الحنيف حول حقوق الانسان وحق حرية التعبير حتى بدت لنا عديمة الجدوى، وبدا لنا أن للسلطات (جدواها) التي تخصها وحدها ولا علاقة لها بأية وثائق أو مواثيق، ولهذا لن نكون (غشيمين) لنأتي مرة أخرى على ذكر هذه الحقوق غير المرعية، وإنما فقط عدنا لنذكر هذه السلطات بأن ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني ومريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة وبقية المعتقلين السياسيين ، حتى لو كانوا (خطرين) فلن يكونوا بأية حال (أخطر) من الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن السابق والعميد محمد ابراهيم الشهير بود ابراهيم مسؤول أمن الرئاسة السابق والاخرين من عسكريين ومدنيين محسوبين على النظام والتنظيم ، كانوا قد اتهموا بالتآمر على الدولة والتخطيط لقلب نظام الحكم عبر إثارة الفتن وإشاعة الفوضى ثم لعلعة السلاح،ورغم عظم هذه التهمة وخطورتها الا أن المذكورين أفرج عنهم وأخلي سبيلهم بعد قضاء مدة بسيطة في الحبس ولعله لم يكن حبسا بئيسا تعيسا كالذي فيه مريم وابراهيم، فلماذا هذا الكيل بمكيالين مع أن خطورة تهمة أولئك لا تقارن بتهمة هؤلاء،حيث أن قوش وودابراهيم لم يكونا فقط من ال البيت المطلعين على عموم وظاهر ما يدور فيه، وانما كانا من الخواص أصحاب المهام الخاصة العارفين بالبواطن والخبايا والخفايا والدسائس ،وكما يقول المثل الدارفوري ليس أخطر على أبو القدح عند النزال من أخيه ( أبو القدح بعرف محل بعضي أخيو )،ولكم بعد ذلك هدانا الله واياكم أن تقارنوا بين تهمة (المتامرين) السابقين التي ذكرناها، وتهمة (المتامرين) اللاحقين والتي لم تكن سوى كلام أطلقه ابراهيم الشيخ في الهواء أعتبر ماسا بكتيبة لا يعلم كثيرون أنها تابعة لجهاز الأمن ،أو محض مشاركة في المحفل الذي تم فيه التوقيع على (اعلان باريس ) المرفوض من جانب الحكومة وحزبها كما في حالة مريم الصادق ،والاخرين المحبوسين على هامش قضية ابراهيم الشيخ ومنهم الزميل الصحافي حسن اسحق…

انني حين أعود اليوم لفتح هذا (الجرح) ليس للمحاججة بالدستور ولا بوثيقة الحقوق ولا بغيرها من مواثيق كما أسلفت، فتلك كلها يبدو أنها ما وضعت الا كما توضع طيور الزينة، ولم أعد حتى للحديث عن الاعتقال التحفظي الذي هو سجن تحكمي لا يصدر عن سلطة قضائية حسبما يعرفه القانونيون ،وانما أنا هنا اليوم فقط للمطالبة بمعاملة المعتقلين السياسيين الحاليين وعلى رأسهم مريم الصادق وابراهيم الشيخ بمثل المعاملة التي تلقاها قبلهم صلاح قوش وود ابراهيم ومن كان في معية (انقلابهم)،أو ان كانت تلك معاملة لا يلقاها الا ( الناشزون ) من ذوي القربى التنظيمية،فليقدموا لمحاكمة عادلة وهذا عين العدل…
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي