الطاهر ساتي

البيع تحت وطأة اليأس .. خطأ..!!


[ALIGN=CENTER]البيع تحت وطأة اليأس .. خطأ..!! [/ALIGN] ** السبت الفائت كتبت تحت عنوان : استراتيجيون ضد الاستراتيجية ، مايلي : «.. على البرلمان أن ينتبه جيدا ، ويتحرك تجاه هيئة الطيران ويحميها كما فعل أول البارحة في قضية خصخصة الهيئة العامة للامدادات الطبية ، لقد أحسن فعلا نواب البرلمان الذي شاركوا في النقاش ، بل كل المشاركين أحسنوا فعلا برفض خصخصة الامدادات الطبية .. عفوا ، لقد شذ عنهم واحد اسمه ياسر ميرغني ، حيث زايد على القرار الجماعي الرافض لخصخصة الإمدادات الطبية بعبارة : أنا مع الرئيس .. إنها محض مزايدة في غير محلها وتنطع ليس إلا.. !!» .. هكذا كتبت ، فأرسل الأخ ياسر ميرغني ، الامين العام لجمعية حماية المستهلك ، تعقيبا .. اليكم نصه ..
** الأخ : الطاهر.. السلام عليكم ورحمة الله .. أطلعت على عمودك الذي كتبته بعنوان : استراتيجيون ضد الاستراتيجية ، والذي أشرت فيه الي موقفي المؤيد لخصخصة الإمدادات الطبية .. وأحب أن أوضح لك الآتي :
* الأمدادات الطبية ظلت عبارة عن جزيرة معزولة خارج إرادة الدولة ..!!
* الإمدادات الطبية هي التي خصخصت نفسها بنفسها قبل أن يقرر السيد رئيس الجمهورية خصخصتها ..!!
* مصنع شنغهاي الصيني والإمدادات الطبية شراكة دون أدنى شفافية ..!!
* مصنع عين ماليزيا والإمدادات الطبية والقطاع الخاص ايضا شراكة دون أدنى شفافية أو عطاءات ..!!
* وهناك اتفاقيات وقعت مع عدد من المصانع والشركات الاجنبية منها على سبيل المثال مع : الجماز السعودي ، الرائد السوري ، الرام الأردني ، باسفيك الباكستاني ، كلاريس الهندي .. دون أدنى شفافية ..!!
* أسعار الإمدادات الطبية لبعض الأصناف أعلى من القطاع الخاص ، وبمعدل أرباح أكثر من «30% » ..!!
** وأخيرا ..لكل ما سبق ، أرجو أن تبتعد الإمدادات الطبية عن البيع للقطاع الخاص ، وأن تتم مراجعتها ، وأن تتم عودتها لسلطة الدولة بحيث :
* تتبع فنيا لوزارة الصحة ..« ايقاف الفحص المباشر ..!!!»
* تتبع ماليا لوزارة المالية ..« إيقاف الشراء المباشر ..!!!»
* تتبع وظيفيا لوزارة العمل وديوان شؤون الخدمة ..« إيقاف التوظيف المباشر ..!!!»
** وإذا طبقت الحكومة تلك الخطوات المهمة في الإمدادات الطبية ووفقت وضعها بحيث تصبح مؤسسة في إطار دولة – وليس دولة داخل دولة – عندها سوف أكون أحرص الناس عليها وعلى بقائها كمؤسسة حكومية استراتيجية ..فقط علينا أن نضمن ضرورة بقائها لخدمة المواطن بكل شفافية ووضوح وتحت سمع وبصر الجميع ، وإذا ضمنا ذلك سوف ادافع عنها وارفض خصخصتها .. .!!
والله الموفق ..
صيدلي / ياسر ميرغني عبد الرحمن
الامين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك
** من إليكم : ..شكرا للأخ ياسر على المتابعة ثم على رسالته التي توضح بأن الإمدادات الطبية جزيرة معزولة وبعيدة عن سلطة أجهزة الدولة الرقابية والمحاسبية .. وهنا يجب أن نتفق معه بلا أدنى تحفظ ، بل نبصم عليه بالعشرة .. نعم يجب أن تتبع فنيا لوزارة الصحة ولوائحها ، ونعم يجب أن تتبع ماليا لوزارة المالية وقوانينها ، ونعم يجب أن تتبع وظيفيا لوزارة العمل ولوائح شؤون الخدمة .. تلك نقاط لا خلاف عليها ، وفي تجاوزها تجاوز للمؤسسية والشفافية .. وعلى الدولة أن ترسخ المؤسسية في ذاتها بحيث تزيل السياج غير المشروع المحاط ببعض الهيئات والوحدات التي هول سياجها يبعد عنها حتى ديوان المراجع العام .. والجزر المعزولة كثيرة وما الإمدادات الطبية إلا إحداها .. والوضع الراهن للإمدادات الطبية – كما رسمه ياسر – مخالف للمؤسسية التي ننشدها في الدولة ومؤسساتها ، ويجب إصلاح هذا الوضع ..اتفقنا في هذا..!!
** وهذا لايعني بأى حال من الأحوال أن نضع للحكومة أو لأنفسنا خيارين : إما المؤسسية أو التخلص من مؤسسات الشعب الاستراتيجية ..لا ، ما هكذا يصلح الحال يا ياسر .. فالمرافق الاستراتيجية التي منها الإمدادات الطبية – المخزون الاستراتيجي لأدوية أهل البلد – لا تقبل خيار التخلص والبيع .. بمعنى : يجب أن تقاتل كل الجهات ذات الصلة بها من أجل توفيق وضعها بحيث تصبح إحدى مؤسسات الدولة ، وليس دولة داخل دولة ، دون التفكير في خصخصتها ..لأن الخصخصة هنا تصبح خيار العاجزين عن الإصلاح ، وكذلك تعد استجارة من الرمضاء بالنار وهروبا من واقع مر إلي آخر « حنظل » ..وعليه ، فاسقط من مخيلتك عزيزي ياسر : « إصلاح حالها أو التخلص منها لفئة خاصة » .. وتمسك بارادة مفادها : « لابد من إصلاح الحال مهما كان الثمن » .. ولا تيأس ، لا من حال الإمدادات الطبية فقط ، بل من « كل الأحوال » .. لا تيأس ..أو هكذا أنصح نفسي وإياك صديقي القارئ … والله الموفق
……….ساتي
إليكم – الصحافة السبت 27/06/2009 العدد 5748
tahersati@hotmail.com