بمناسبة سقوط عمار في انتخابات الصحافيين
قبل يومين دخل على المكتب الزميل العزيز عمار محمد ادم، وبعد التحية مباشرة ودون أية مقدمات وبطريقته المعروفة قال لي أكتب على لساني ( اذا كان الحزب الحاكم مع الرزيقي فأنا مع المعاليا ) فضحكت للدعابة و أطلق هو ضحكته المجلجلة تلك ثم خرج لا يلوي على شئ،كان ذلك قبل بدء عملية التصويت في انتخابات اتحاد الصحافيين التي جرت الأول من أمس ونشرت نتيجتها صحف الأمس وفاز بها كالعادة منسوبو الحزب الحاكم وعلى رأسهم الزميل العزيز الصادق الرزيقي وهو من عناه الزميل عمار في دعابته وكان قد نافسه على منصب النقيب ، وبالطبع لم يكن عمارا ولا زميلنا العزيز محمد كامل ولا الاخرين الذين ترشحوا خارج قائمة الحزب الحاكم يأملون في الفوز أو هكذا ظني، ولو كانوا يعشمون فلن يكون غير ( عشم الكلب في موية الابريق) كما يقول المثل في من يطلب شيئا عصي المنال مع الاعتذار للزملاء الأعزاء،فحاشاهم أن يكونوا كذلك فلربما وهذا هو الأرجح أن تكون لهم رؤيتهم وتقديراتهم الخاصة التي جعلتهم يخوضون انتخابات يعلمون سلفا خسرانها المبين…
الحقيقة أنني لست هنا للتعليق على ما سبق انتخابات الاتحاد المهني للصحافيين ولا ما جرى أثناءها ولا ما انتهت اليه ولا ما سيترتب عليها، وذلك لسبب غاية في البساطة هو أن الشئ الروتيني والمكرور والمعتاد لا يجذب الانتباه ولا يحفز على التعليق، اللهم الا اذا أحدث القادمون الجدد ما يدعو لذلك مستقبلا،فالحال الذي جرت عليه انتخابات الصحافيين لم يكن يخصها فقط، بل هو حال كل الانتخابات التي جرت وعلى رأسها الانتخابات العامة، وانما أنا هنا فقط لأرد للأخ عمار دعابته المذكورة أعلاه بدعابة أخرى بمناسبة (سقوطه في الانتخابات)…قيل أن (الاتجاه الاسلامي) الواجهة الطلابية لتنظيم الأخوان المسلمين بعد أن فاز ذات انتخابات طلابية بجامعة الخرطوم جرت أوائل ثمانينات القرن الماضي،أقام خطباؤه مخاطبة حاشدة للاحتفال بذاك الفوز،وبعد أن أسرف أحد أولئك الخطباء المفوهين في تمجيد تنظيمه والتباهي به واستعراض براعته اللغوية،عرج على التنظيمات الأخرى لتبخيسها والزراية بها والتقليل من شأنها،وكان أن بدأ هجومه اللاذع بتنظيم الجبهة الديمقراطية (الواجهة الطلابية للحزب الشيوعي)، وأول ما بدأ به الهجوم على الجبهة كان على مرشحتها لمنصب الأمين العام الطالبة بكلية الطب وقتها والطبيبة الان ناهد جبرالله،وكان أول ما نطق به في حقها هو قوله (هذه الساقطة امال جبرالله)، كان طبيعيا من امال ان تذهب للقضاء ليرد لها كرامتها المهانة وسمعتها المنتهكة فرفعت دعوى ضد ذاك الخطيب الطالب الاسلاموي حينها القائد الانقاذوي حاليا،وعند مثوله أمام القاضي ورده على سؤاله له حول صحة ما نسبته الشاكية له،لم يجد صاحبنا مناصا غير أن يعترف ولكنه (جر واطي ) قائلا (نعم قلت أنها ساقطة وأعني ساقطة في الانتخابات…
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي