جمال علي حسن

ندفع فاتورة ذبحنا كاملة


[JUSTIFY]
ندفع فاتورة ذبحنا كاملة

برغم الأذى الإنساني الجسيم الذي يحدث في المنطقة العربية وتمدد سرطان داعش والتطرف الديني كرد فعل لما قامت به الأنظمة الطائفية والفوضوية في العراق وسوريا، برغم كل هذا الأذى، لكننا نرى أن أية استجابة من الدول العربية في منطقة الخليج لدعوات أوباما بالانضمام أو حتى دعم التحالف الدولي الذي يقوم أوباما وكيري بوضع لمساته النهائية وتكوينه بحجة القضاء على داعش.. هذا التجاوب سيؤكد أن الدول العربية إما أنها لا تريد مواجهة حقائق التاريخ أو أنها تهوى اللدغ من الجحر الأمريكي مرتين بل ثلاث مرات.

دول الخليج وقفت مع أمريكا لإسقاط صدام حسين فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة هي قتل حارس البوابة وكسر تلك البوابة بالكامل لتعم الفوضى المكان.. الفوضى التي أوجدت المالكي الطائفي في بغداد وأوجدت داعش وأوجدت كل الموت المفخخ الذي لم يفارق دخانه سماء العراق منذ عقد كامل..

أمريكا لا تقدم على اتخاذ أية خطوة لا تخدم بها مصالحها ومصالح الغرب وإسرائيل..

أمريكا سلمت العراق لحكم طائفي أشعل فيها نيران المجوس التي لا تنطفئ أبداً وصارت الفوضى ترقص متعرية في أرض العراق.. تطيح الرؤوس وتحرق نسيج المجتمع وتحيله إلى رماد..

لماذا لم تنفذ أمريكا ضربتها للنظام السوري الذي يبيد الشعب إبادة معلنة لا تنكرها مشاهد الفيديو وشواهد القبور؟!

إن كل التحليلات والشواهد تؤكد أنها كانت في ذلك الوقت تمارس عملية تخصيب بويضة داعش في سوريا.. داعش الصنيعة الأمريكية الإيرانية التي أرادت بها إيران أن تتشفى طائفياً من المسلمين السنة وأرادت بها أمريكا إشعال حرب طائفية واسعة المجال تهيئ الأوضاع لتطبيق مشروع التقسيم في المنطقة المسمى بالشرق الأوسط الجديد.. وهذه ليست خزعبلات وأوهاما بل حقائق ثابتة.

وأمريكا صنعت داعش وتعرف أن اليوم الذي ستقود فيه حربها للقضاء على داعش سيأتي وتعرف أنها ستوكل مهمة ضرب الكيان العربي بواسطة البنادق العربية نفسها وتوكل مهمة ضرب الإسلام ببنادق المسلمين أنفسهم.

حرب لن تخسر أمريكا ولا حتى ثمن وقود طائراتها لأننا سندفع فاتورة ذبحنا ونترك الباقي (بقشيش).

داعش يجب أن تنتهي ولكنهم يريدون أن يجعلوا نهاية داعش هزيمة جديدة وضربة قاضية لنا ننفذها نحن في أنفسنا وبأيدينا وببنادقنا ومن خنادقنا.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي