عبد الجليل سليمان

داعش.. قبل أن يُنفخ صورها


[JUSTIFY]
داعش.. قبل أن يُنفخ صورها

ليس ثَمّة تعريف علمي دقيق (مانع جامع) لمصطلح تطرف (Exeremity)، لكن هذا الغياب التفصيلي لا يمنع استخدامه وتداوله بالطبع، فقط ينبغي لمستخدميه ولإماطة- ما يُتوقع من لبس، وضع ديباجة (صغيرة) لما يعنون به، وها أنذا أفعل، فالتطرف عندي خاصة ذاك المرتبط بالحالة (الداعشية) الراهنة، لا يعني فقط الدوغمائية والتعصب والجمود العقائدي والانغلاق العقلي فحسب، وإنما هو ذاك الاتجاه العقلي والحالة النفسية التي تُعرف بـ (التعصب prejudice)، وهي حالة من الكراهية تقوم على حكم عام يتسم بالجمود والشطط والتعميم المفرط والأحكام المتعجلة واللجوء للعنف لتحقيق أهداف سياسية، والإرهاب الفكري.

ولعل من أبرز المجموعات المتطرفة الراهنة، التي تجتمع فيها كل تلك (الصفات) المشار إليها، وأكثر، هي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي يحتشد الآن العالم كله للقضاء عليه قضاءً مبرماً، خاصة بعض ما ارتكبه من أعمال ذبح وتقتيل صاحبهما تمثيل بالموتى من جهة (تصوير) عمليات ذبحهم ونشرها مقاطع على (يو تيوب)!!

لكن، هنالك جوانب (داعشية) أخرى، لم يُسلط الضوء عليها كما يجب، جوانب شديدة التطرف وبالغة الرعب، مثل افتتاح سوق للرقيق بمدينة (نينوى)، حيث يتم عرض نساء (الطوائف الأخرى) للبيع كـ (سبايا).

سبق تلك السوق، وبُعيد فتوى (جهاد النكاح) الشهيرة، أسس (داعش) كتيبتين للنساء (الخنساء وأم الريحان)، تضمان نساءً عازبات، تتراوح أعمارهن بين الـ (16) والـ (25)، يقدمن خدمات جسدية للمجاهدين الداعشيين، بعض من هربن منهن، روين الكثير من القصص المحزنة، قصصاً أقل ما توصف به أنها لا تليق بتنظيم يدّعي (الجهاد) في سبيل الله،

تقول (بسمة)، وهي امرأة في العقد الثالث، وأم لثلاثة أولاد قتلوا كلهم في الحرب، إنها بقيت في المنزل لوحدها وبعد اختطاف زوجها من قبل مسلحين، فإذا بمجموعة مسلحة تأتي إليها وتأمرها قائلة: عليك أن تطبقي فتوى مشايخنا، بممارسة جهاد النكاح، قلت كيف وأنا متزوجة، فقالوا لي: إن زوجك قُتل، وأصبحتِ أرملة، وباستطاعتك ذلك.. (لا عدة ولا يحزنون).

كما أن قصة (لمياء) التونسية (19 عاماً) المنشورة بصحيفة الشرق الأوسط التي تم توريطها في (جاهد النكاح)، لمياء كانت قالت للشرق الأوسط إنها لا تعرف عدد الذين اغتصبوها، فكان بينهم باكستانيون، أفغان، ليبيون، تونسيون، عراقيون، سعوديون، وصوماليون، وأن الجنين الذي في أحشائها مجهول الهوية والنسب. وأضافت: تعلمت معنى إهدار الكرامة والإهانة وتحقير الإنسان.

بالطبع، هذه (لقطة عابرة) من (البوم) ضخم، يحكي أبشع أنواع التطرف من ذبح وقتل واغتصاب وعبودية، وإذلال للإنسان. هذه هي صورة الإسلام التي يقدمها (داعش) للعالم، صورة شائهة مرعبة وقميئة (والما يشتري جارية، يتفرج على الذبح الآدمي).

هذه الصورة نقدمها للمضللين وللخلايا الداعشية الفكرية النائمة، التي ما ينفخ في صور هذه المجموعة المجرمة، حتى يصرخون (وا إسلاماه)، بينما ظلوا صامتين على ما ارتكبته من جرائم وحشية وتشويه متعمد للدين الحنيف.. سنينا عددا.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي