مابين أمنية غندور ونكتة البشير
حفظ المقامات يلزمنا بأن نبدأ بنكتة الرئيس البشير،فمما علمناه من كتابات متفرقة من أبرزها كتابات سكرتيره الصحفي السابق الأستاذ محجوب فضل بدري ، أن الرئيس البشير محب للنكتة والطرفة بل وراو لها،ومنها النكتة التي بصددها الان ، قيل أن الرئيس في ساعة ترويح عن النفس حكى نكتة كان هو أحد سامعيها طازجة وتلقاها كفاحا من منتجها ، قال الرئيس وهو يحكي النكتة لمجالسيه ، أنه أدى إحدى الصلوات بأحد مساجد العاصمة وفي دبر الصلاة بدأ الإمام يدعو الله وواصل في الدعاء إلى أن بلغ محطة اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، هنا قاطعه أحد المصلين الساخطين صارخاً بأعلى صوته (هو سلّط وخلاص أدعو لنا باللطف والتخفيف يا مولانا)… أما أمنية غندور المعنية (فالأماني العذبة كثيرة) فهي تلك التي منى بها أعضاء حزبه (المؤتمر الوطني) بولاية جنوب كردفان عند مخاطبته لهم ولهن نهاية الأسبوع الماضي،حين قال ( لا نريد حزبا متسلطا..نريد حزبا لنعبد الله من خلاله) وغندورالمعني هو من تعرفون البروفسور ابراهيم غندور مساعد الرئيس ونائبه في الحزب،وعند اطلاعي على هذه (الأمنية) وجدت نفسى أقول بطريقة لاشعورية ولا ارادية على طريقة ذاك المصلي في نكتة الرئيس المار ذكرها، (هو الحزب اتسلط وخلاص أدعو لنا باللطف والتخفيف يا مولانا غندور)…
ولا أدري لماذا يطالب غندور عضوية حزبه بأن لا (يتسلطوا) على الخلق بل ما عساهم أن يفعلوا ازاء طلبه العسير هذا،وهورابع أربعة على رأس الحكومة ومن (رؤوس القايدة) في قيادة الحزب الذين يمكنهم جعل الحزب غير (متسلط) وليس هؤلاء الأعضاء،فمن نافلة القول أن التسلط الحزبي انما هو نهج ومنهج عرفت به الأحزاب الشمولية الأحادية التي لا تحتكر السلطة فحسب وانما ترهن الدولة كلها وتضعها تحت خدمتها وترضع من ثديها وتربطها بمصيرها وتنشئ بمرور الوقت ما يعرف ب(الدولة العميقة)،وما المؤتمر الوطني الا واحد من هذه الأحزاب الشمولية القابضة التي تحتكر السلطة وترهن وجود الدولة بوجودها على طريقة (يا فيها يا أطفيها)،ولعل هذا الوضع السلطوي الذي عليه حزب المؤتمر الوطني، لم يكن خافيا حتى على تلك المرأة البسيطة التي قالت تنصح ولدها ( يا وليدي ما تبقى أنصاري وتجدع عزبتك، وما تبقى ختمي وتخنق رقبتك، وما تبقى شيوعي يقطعوا رقبتك، أبقى جبهة (تقصد المؤتمر الوطني) ومد قرعتك، تنفعني وتنفع رقبتك)، وكان أن عزز دكتور نافع هذه النصيحة بقولته الشهيرة من أراد أن يستوزر فعليه بالمؤتمر الوطني ، وبالفعل تلقف البعض النصيحة ودخلوا دار الحزب زرافات ووحدانا، ليعبوا من الثروة ويتسلطنوا ويتسلطوا بالسلطة،ولو أراد بروف غندور أن لا يكون حزبه متسلطا حقيقة وليس لمجرد الاستهلاك السياسي،فيقيني أنه يعرف الطريق الموصل الى هذه الغاية جيدا،وما عليه الا أن يسمي الله وليبدأ بتفكيك دولة الحزب الواحد وفكفكة شمولية الحزب وارخاء قبضته الفولاذية على مفاصل الحكم وتفاصيل الثروة…
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي