جمال علي حسن

التحالف وقبعة دانس إينديا


[JUSTIFY]
التحالف وقبعة دانس إينديا

قبل يومين هدد رؤساء أحزاب التحالف – للمرة المليون – بخيار الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني لإسقاط النظام، وأعلنوا رفضهم لأي حوار لا يفضي إلى تفكيك النظام الحالي، وأن خيارهم الوحيد هو الاصطفاف لتحقيق الثورة الشعبية فقط، وتم ذلك في دار المؤتمر السوداني. لكن وفي تلك الأثناء، كان رئيس المؤتمر السوداني قد صرح لصحيفة (آخر لحظة) من سجن الأبيض، أنه لا يمانع من المشاركة في الحوار الوطني واللقاء بأمبيكي، وبذلك تصادمت تصريحات المعارضة في منتصف الطريق بين الخرطوم والأبيض!

صحيح أن موافقة إبراهيم الشيخ كانت مشروطة بإطلاق سراح المعتقلين وإتاحة الحريات وتشكيل حكومة قومية.. لكن وفي اعتقادي أن حديث إبراهيم الشيخ عن شرط الحكومة القومية أكثر مرونة من حديث أبوعيسى عن شرط تفكيك النظام.. والسبب في ذلك أن إبراهيم الشيخ حقق لنفسه ما عجز أبو عيسى عن تحقيقه لنفسه وهو الوصول للمعتقل.

(الحكومة القومية) لو كان إبراهيم الشيخ أطلق مصطلحها بالمعنى العام، فهي لا تختلف كثيراً عن الحكومة الحالية، لأن الحكومة الحالية لا تخلو من التنوع السياسي الذي يعني أنها بدرجة من الدرجات (حكومة قومية) والمطلوب هو معالجة نسبة التطعيم بدرجات أكبر، وهذا ما أعتقد أنه يختلف نوعاً ما عن الطرح الأول وأخف درجة منه.

لكن العقدة ليست في مطلب الحكومة القومية.. والعقدة ليست في تعييب حقيقي لمشروع الحوار الوطني، حتى لقاء الصادق مع الجبهة الثورية وإعلان باريس نفسه، فإن رفضه من جانب الحكومة، أفسدت وثيقة أديس لاحقاً حدته الشديدة.

صدقوني إن العقدة الكبيرة عند تحالف المعارضة في تحقيق نجومية لامعة متساوية الأكتاف بين قيادات أحزاب المعارضة في هذه المرحلة لأنهم يعلمون تمام العلم أن تحالفهم الحالي هو تحالف تكتيكي تغلب عليه ترتيبات المرحلة التي تتطلب توافقا حتى ولو كان توافقاً تلفيقياً وغير حقيقي بين مكونات تلك المعارضة داخلياً أو خارجياً، لذلك تجد أن عقار لا يخفي عدم ثقته في الصادق المهدي حتى بعد إعلان باريس، وكذلك إبراهيم الشيخ تجده يؤيد إعلان باريس، ثم يعود ويرفض لنفسه أن يخرج خروج الصادق من البلاد باعتباره خروج (الزعلان الحردان) حسب وصفه له.. وليس خروج صاحب الهدف!

إن اعتقال الصادق المهدي، ثم إبراهيم الشيخ، ثم مريم الصادق دون الآخرين، ولَّد حالة حسد من بعض قيادات المعارضة تجاه هؤلاء الذين فازوا بقبعة أشبه بقبعة الرقص في المسابقة التلفزيونية الهندية الشهيرة (دانس إينديا دانس) بعد أن اهتمت الحكومة بتصريحاتهم أو نشاطاتهم ونجحوا – حسب الاعتقاد – في انتزاع ردة فعل عملية منها تضاف إلى (البروفايل) النضالي لكل واحد منهم وتمثلت في أوامر الاعتقال في وقت لم تلق الحكومة بالا ًللآخرين مهما رفعوا من سقوف خطابهم المعارض وبلغوا به مبلغ الآخرين الحائزين على القبعة.

لا تستبعدوا صحة هذا التحليل، فهو يستصحب جوانب من ثقافة الشخصية في مجتمعاتنا السياسية وحالة التنافس الداخلي الخفي والمعلن بين قيادات المعارضة والوثب العالي للفوز بقبعة (المناضلين الشرفاء).

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي