صلاح الدين عووضة

لا ملايين سوى المنهوبة ياغندور !!

[JUSTIFY]
لا ملايين سوى المنهوبة ياغندور !!

*وغندور إذ يقول إن عضوية الوطني بلغت (6) ملايين فهو يذكرنا بكلمتنا تلك عن (نماذج مليونية!) سابقة ..
*نماذج يستحق كل منها أن يُغنى له أغنية المطربة جوليا الشهيرة التي تتساءل فيها عن الملايين – من العرب – الذين (استخبوا) من إسرائيل ..
*ونبدأ بلعبة من ألعاب الصغار- في بلادنا – تُسمى (سك سك) أو (سكوكية) ..
* ويسمونها في مصر (الاستغماية) ..
* وقواعدها أن يختفي طفل في مكان ما ثم يبحث الاخرون عنه ..
* فمن يعثر عليه منهم – ثم (يسكه) حتى يقبض عليه – فهو الفائز ..
*وفي بلدتنا كان الناس يضحكون على طفل مكث مع أهله شهرين (فقط)- بالقاهرة- ثم عاد مدمناً لعبة (الاستغماية) ..
*ومبعث ضحكهم هو صراخه في المختفين من أقرانه (انتو مستخبوش فين ؟) عوضاً عن ( إنتوا مستخبين فين؟)…
* وعضوية حزب مبارك (المليونية!) – بمصر- لو كان قد طُلب منها أن تلعب لعبة الصغار هذه لما اختفوا مثل اختفائهم ذاك عقب سقوط النظام..
* ملايين من الأعضاء (المفترضين) – أو الافتراضيين – لم يُعثر على واحد منهم يقول إنه منتسب إلى الحزب الوطني..
* فأين اختفت العضوية المليونية هذه – إذاً – التي كانت تصوت لحسني مبارك بنسبة (99%) ؟! ..
* فهي – كما يقول المصريون- (فص ملح وداب !) ..
* وكانت أبرع لعبة (استغماية) يلعبها كل فرد من أفراد حزب مبارك طوال حياته..
* والجن الأزرق – ذات نفسه- لا يمكن أن يعثر الآن على المكان الذي (استخبّى) فيه الذين كانوا يهتفون لمبارك سنين عددا..
* وفي تونس كان قد اختفى بالسرعة ذاتها أعضاء حزب التجمع الدستوري الديمقراطي حين انتفض الشارع ضد زين العابدين بن علي ..
* وفي ليبيا اختفى (بتوع) الكتاب الأخضر في غمضة عين ..
* وفي السودان – من قبل – أضحى كل عضو من أعضاء الحزب المايوي (الرجل الخفي!) عندما ثار الشعب ضد نميري..
* وكانت أغرب لعبة (سكوكية) جماعية تُلعب في السودان..
* والتفسير المنطقي الوحيد للاختفاء العجيب هذا أنه لم يكن هناك ملايين (من أصلو) ..
*لا في عهد مايو ، ولا مبارك ، ولا ابن علي ، ولا القذافي ، ولا علي صالح ..
*الملايين الوحيدة التي لها وجود (حقيقي) هي تلك الدالة على ما هو (منهوب!) من أموال ..
*ونستثني من النهب هذا نظام نميري – في السودان – إحقاقاً للحق ..
* أما الملايين (البشرية) التي نعنيها فلا وجود لها إلا في (خيال!) أجهزة الإعلام (الرسمي)..
*والدليل على ذلك أن الملايين هذه تختفي – بقدرة قادر- حين تكون الأنظمة في أمس الحاجة إليها..
*فليبين لنا غندور- إذاً – أن نظامه سيكون استثناءً بين الأنظمة الشمولية (المشابهة!) هذه جميعها..
*وانه لن يأتي اليوم الذي تبحث فيه الإنقاذ عن الـ(6) ملايين هؤلاء فلا تجد منهم أحدا..
*ثم يصيح هو – وإخوانه – (وين الملايين ؟!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم