اجعلوا جنيف تشهد لكم لا عليكم
آلية الحوار قبل إطلاق سراح إبراهيم الشيخ، ثم إطلاق سراح ثمانية من معتقلي حزب المؤتمر السوداني المعارض، كانت قد تحدثت عن عدد (٦٢) معتقلا ًسياسياً وليس هذا العدد كبيراً في حجمه، لكنه يبقي على وجود بند كامل من مطالب المعارضة وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
(٦٢) معتقلا تقلصوا الآن إلى حوالي خمسين معتقلا فقط ،لا يجب التأخر في إصدار قرار إطلاق سراحهم ليتاح للحكومة أن تقف مرفوعة الرأس وتعلن أن المعتقلات خالية تماماً.. بل تفسح المجال وتفتح الأبواب للمنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن كي تأتي بنفسها وتتفقد السجون والمعتقلات.. وهذا الأمر يحدث في الكثير من الدول المتهمة بممارسة القمع والتعذيب. حيث تتوجه الدولة بدعوتها للمقرر الخاص بالتعذيب في مجلس حقوق الإنسان بجنيف للقيام بزيارة للسودان، ومثل هذه الزيارة لا تنتقص شيئاً من كرامة وسيادة البلد، لأن مجلس حقوق الإنسان هو مجلس مشترك بين دول العالم التي تقوم بمراقبة بعضها البعض عبر نظام متبع يقر به السودان ويخضع له بالكامل.
خمسون معتقلا فقط وتُسمى بهم الدولة أنها تقوم باعتقال معارضيها السياسيين في حين أن عددهم لا يقارن بأعداد المعتقلين في الكثير من الدول الأخرى.. بشّار وحده يعتقل مئات الآلاف والنظام المصري معتقلاته تفيض و(تدفق) وكلما يزداد عدد المعتقلين يصعب ويتعقد على تلك الأنظمة اتخاذ قرارات بإطلاق سراحهم لأنهم يمثلون رقماً وعدداً كبيراً ومعتبراً.. تتطلب قرارات إخراجهم من المعتقلات اتخاذ ترتيبات أمنية محددة.. لكنّ عدداً قليلا ًمثل هذا لو أطلقت السلطات سراحهم ودون أي تحوطات لن يمثل خروجهم سبباً في حدوث أية درجة من درجات الانزعاج الأمني على النظام.
أطلقوا سراح البقية الباقية وافرغوا السجون من المعتقلين حتى يتهيأ مناخ النقاش والحوار وحتى نمضي خطوة إلى الأمام في طريق الوفاق..
ما نطالب به بخصوص المعتقلين لا يمكن أن نطالب به وبنفس اللغة والإصرار حين نتحدث عن محكومين من منسوبي الحركات المسلحة، لأن قضاياهم جنائية، لكننا نرجو ونلتمس أن تكتمل المبادرة بالعفو عن السجناء الذين ارتبط جرمهم بأحداث شغب أو اعتداء على ممتلكات عامة ما لم تكن قضاياهم تتعلق بحقوق جنائية خاصة.. نلتمس العفو عمن يكون بالإمكان العفو عنه حتى نفتح عقولنا وقلوبنا على صفحات جديدة.. وحتى يتجدد فينا التفاؤل باكتمال مشروع الصفح السياسي المتبادل..
لو أطلقت السلطات سراح جميع المعتقلين وقررت الرئاسة العفو عن أولئك السجناء ستكون الحكومة قد فعلت ما عليها وأكثر لإثبات حسن نواياها بالدليل والبرهان، وبشهادة مستحقة حينها من العالم أنها فعلا ًتمتلك العزم الكبير لإنجاح الحوار ولا حجة للمتعنتين.
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي