عبد اللطيف البوني

ساعة أبرك


[ALIGN=CENTER]ساعة أبرك[/ALIGN] كثيرون من الذين تحدثوا في لقاء واشنطون الدولي، الذي نظمه غرايشن على شرف اجتماع شريكي نيفاشا بنية دعمها مادياً ومعنوياً أشاروا الى ان الاتفاقية تسير بصورة طيبة في بعض المواضع وبصورة سلحفائية في بعضها، ومتوقفة في البعض الآخر، وهناك شبه اجماع على ان الايام المتبقية قبل الانتخابات لن تكون كافية لحلحلة جميع القضايا كي تنطلق حركة البلاد نحو التحول الديمقراطي. بعبارة ثالثة المتبقي كثير والزمن قليل حتى مالك عقار رئيس وفد الحركة قال ما تبقى من الزمن قليل.
طيب ياجماعة المشكلة شنو؟ ما ممكن تتأجل الانتخابات؟ المؤتمر الوطني لن يطالب بالتأجيل لأنه يظن انه الأكثر استعداداً لها والأقرب للفوز بها مقارنة ببقية الأحزاب وهو يتطلع الى الشرعية الانتخابية. الحركة الشعبية لن تطالب بتأجيل الانتخابات لأن ذلك قد يؤدي الى تأجيل الاقتراع حول تقرير المصير والحركة ترى ان تقرير المصير في 2011م خطاً احمر حتى نتيجة الانتخابات ليست امراً مهماً مقارنة بتقرير المصير بالنسبة لها. الاحزاب الاخرى (خارج شبكة الحكم) لن تطالب بالتأجيل مع انها ليست مستعدة ولو بنسبة واحد بالمائة لأن مطالبتها بالتأجيل تعني الموافقة على استمرار الوضع الراهن، فهي (تحت تحت) تريد التأجيل ولكن بشرط قيام حكومة انتقالية جديدة. الشريكان لن ينزلا من سرج الحكومة الا بالانتخابات. الاحزاب تستعد الآن لاعلان ان الحكومة الحالية ستفقد شرعيتها بعد 9 يوليو الجاري وبنص الدستور. الحكومة خاصة المؤتمر سيقول لها دي (لحسة كوع)، وهكذا نحن مقبلون على شكل من اشكال الازمة السياسية بسبب الانتخابات.
الواضح ان بيننا وبين الانتخابات بيداء دونها بيد على قول المتنبي وفي نفس الوقت تأجيل الانتخابات للمرة الثالثة ليس بالامر السهل ليس بسبب خلافات الشريكين ولا بسبب دارفور مع ان كلا الامرين كفيل بتأجيل الانتخابات ولكن حتى اذا سارت الامور على ما يرام فانه يكاد ان يكون من المستحيل ان تجرى الانتخابات في فبراير القادم ولاسباب عملية، ففي الايام القادمة ستحدد مفوضية الانتخابات الدوائر الانتخابية وتفتح باب الطعون لمدة شهر ثم يعلن الكشف المعدل وتتاح الفرصة للطعون امام المحاكم لمدة شهر ثم يعلن الكشف النهائي. بعد الخريف وسوف يفتح باب التسجيل للناخبين ولمدة شهر ثم تعلن مسودة السجل الانتخابي ثم يفتح باب الطعون والشكاوي حتى بعد ذلك يعلن السجل النهائي في بداية العام ثم يفتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية وحاكم الجنوب وحكام الولايات والبرلمان القومي وبرلمان الجنوب وبرلمانات الولايات ودوائر التمثيل النسبي ودوائر المرأة ويفتح باب الطعون والشكاوى فلن يتم الفراغ من هذه العملية الا في يونيو او يوليو القادم (اها وين فبراير؟؟؟) هذا اذا سارت الامور من اليوم (عديل وبدون أي لولوة) وساعتها ستكون لدينا اشهر معدودة ويأتي تقرير المصير وبعد تقرير المصير سنكون امام وضع جديد بقي الجنوب ام خرج، فهل يعقل ان تخسر البلاد مليار دولار لانتخاب حكومة عمرها أشهر معدودة؟؟
والأهم من كل الذي تقدم في ظل الاحتقان الحالي والضيق بالآخر والميشيات المسلحة هل يمكن ان تمر الانتخابات باخوى واخوك؟ الآن الصراع بين السياسيين (فوق فوق) لكن الانتخابات سوف تنزل بالصراع الى مستوى رجل الشارع العادي (مرشحنا ومرشحكم وزولنا وزولكم) ياجماعة البلد دي ما فيها عاقل يقول للناس ديل الشغلانة ليست من المصلحة في الوقت الراهن؟

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 1/7/2009)
aalbony@yahoo.com