مصطفى أبو العزائم

اللحوم والزيوت وموت الفقراء


[JUSTIFY]
اللحوم والزيوت وموت الفقراء

عندما أعلنت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس محاربتها للمواد الغذائية التي تحتوي على مادة الديوكسين قبل أكثر من عشر سنوات، كنت ضمن الصحافيين الذين «يغطون» تلك «الدائرة»، ولمن لا يعرف الديوكسين هو من المواد المسرطنة والتي تدخل ضمن مواد غذائية كثيرة، منها أنواع من الشوكلاتة والزيوت، والتي يتم غليها لأكثر من مرة، وبعض الأغذية الأخرى وقد كنت أركز على الزيوت المكررة لأسباب أولها عام وثانيها خاص جداً، وهو أنني من عشاق «طعمية» الشارع فهي دائماً ما تستهويني طعماً ورائحة، فأنا أصلاً أحب الطعمية لحد لا يمكن تصوره، وكل من يعرفني يعرف ذلك.. المهم كانت وصايا المواصفات ولجنتها الخاصة بالديوكسين تنبه المواطنين الى عدم شراء المأكولات التي يتم طهيها في الخارج، لأن زيوتها «مؤكسدة» وهذه الأكسدة حدثت لها بعد غليها لأكثر من مرة، ولأن «ضمير» ربات المنازل لا يسمح لهن بالتخلص من الزيوت لمجرد أنه تم الطهي به-غليه- مرة واحدة فمن باب أولى أن يكون ذلك «شعور» و«فعل» التجار، نعم تجار الطعمية والسمك والفطائر والفراخ وغيرها من الأغذية التي تتطلب الغلي في الزيوت، وقد سمعنا من قبل أن هناك جهات تقوم بإعادة تنظيف الزيوت وإعادة بيعها في المناطق الطرفية، لكنني لم أتصور أن يتم القبض على (مصنعين) في اسبوع واحد، مما يعني أن هناك أكثر من مصنع، لأن هناك كميات كبيرة من الزيوت المؤكسدة والتي تتم معالجتها، ولكم أن تتخيلوا كمية الزيوت من الانتشار الكبير للكافتريات ومحلات بيع الطعمية والسمك، مما يعني أن هذه المصانع قامت لتستوعب كمية الزيوت الراجعة من هذه المحلات، مع ازدياد الأسعار خاصة أسعارالزيوت، نجد أن الفقراء هم المستهدفون بانتاج الزيوت لأنها ستكون بأسعار في متناول أيديهم بخلاف الزيوت النظيفة.. وهذا يعني أيضاً أن السرطان مازال يجري خلفنا، هذا إذا لم يكن قد قبض علينا فعلاً، فالمواد المسرطنة تحاصرنا من كل ناحية هذه واحدة، الثانية أنه لابد من وقفة صلبة للحكومة، لأن هناك بعض الجهات أصبحت تستغل فقر بعض الشرائح وتبيع لهم المرض ودونكم الفراخ الميت واللحوم المتنوعة «حمير وكلاب وكدايس» وغيرها.. أعتقد أن المعالجة تحتاج لحسم وغلظة حتى يتعظ الآخرون.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]