سُكّر.. أسمنت.. سمك.. ونهر
خضراء زاهية، تتخفى شمسها خلف سحب متحركة، مثل فتاة غلب عليها خفرها وحياؤها.. هكذا بدت لنا ولاية النيل الأبيض يوم أمس، ونحن نحلق فوق أجوائها، ولم يغب عنا أبداً نحن مجموعة الصحفيين الذين رافقوا البروفيسور إبراهيم غندور نائب رئيس المؤتمر الوطني، مساعد رئيس الجمهورية، في رحلته القصيرة التي امتدت لساعات قليلة، شهد فيها والوفد المرافق له، المؤتمر العام – دورة 4102/9102- للمؤتمر الوطني بولاية النيل الأبيض.. لم يغب عن بالنا ثراء هذه الولاية التي خصها الله سبحانه وتعالى، بنهر يتمدد حتى لا يكاد الواقف عند شاطئه أن يرى الشاطيء المقابل، خاصة في الخريف ومواسم الفيضان.
نعم.. لم يغب عن أذهان الصحفيين ولا أعضاء الوفد الحزبي الكبير، ثراء هذه الولاية، فهي ولاية السكر، «كنانة» و«عسلاية» و«النيل الأبيض»، كما أنها ولاية البناء والنهضة والأسمنت، فعندما يقول لك مقاولٌ أو بنّاء إن هذا الأسمنت هو «أسمنت ربك» فإنك لن تستطيع المجادلة.. وهي ولاية الأرز الذي ينبت في مزارعها الخاصة، ويصبح أحد المحصولات النقدية الداعمة لمزارعيه على شواطيء النيل الأبيض، هذا النهر العظيم الواسع.. الممتد.. الذي يهب الحياة لمن حوله بأمر الله، كما يهب أسماك «بحر أبيض» ذات الأحجام الكبيرة بمختلف الأنواع، وهو ما شجع كثيراً من الناس لأن يستثمروا في مجال مصائد الأسماك، ولم يغب عن الأذهان أنها ولاية الخير المرجو لوطن (حدادي مدادي) امتزجت فيها كل العناصر السكانية لتقدم لنا نموذجاً من البشر، نظل نحلم بأن يكون نموذجاً لكل الناس من حيث التماسك وحلاوة المعشر واتساع الصدر، ويا سبحان الله، كأنما قوة التماسك تكون أشبه ما تكون بـ «أسمنت ربك» وحلاوة معشر أهلها كأنما هي من حلاوة السكر في «عسلاية» و«كنانة» و«النيل الأبيض» وكأنما سعة صدر أهلها وصفاء قلوبهم تجيء من اتساع نيلها العريض الرائق الذي لا يمور ولا يفور ولا يثور، وهي ولاية الخير العميم ومنارة العلم التي قدمت لبلادنا أفضل المعلمين من «بخت الرضا».
لم يغب كل ذلك عن أذهان وفد المركز، لذلك لم يكن غريباً أو مستغرباً، أن نشهد السلاسة، في التعامل، والوعي والاستنارة في التزام النظم واللوائح والقوانين، منذ أن بدأت المؤتمرات القاعدية في الولاية قبل نحو خمسة أشهر أو يزيد، مئات المؤتمرات ومئات الآلاف من عضوية المؤتمر الوطني.. ولا خروج على النص، أو هكذا قال لي الأخ الدكتور جمال محمود، الوزير بمجلس الوزراء والمشرف السياسي على قيام مؤتمرات الولاية.
«غندور» أعلن انحيازه للسودان كله، ولكنه قال: «إن لأهلك عليك حق» فارتفعت السواعد ومن خلفها ألسنة الخلق تهلل وتكبر، وشعر كل واحد من أهل الولاية أنه «سيد حق» وأنه الأحق بعرض ما لديه من فضائل.. أما أعظم ما جاء في مؤتمر الأمس، فقد تمثل في ثلاث ركائز أساسية قام عليها نجاح المؤتمر.. الأولى كانت ترشيح الولاية للمشير عمر حسن أحمد البشير للرئاسة في الانتخابات الرئاسية القادمة.. أما الركيزة الثانية فقد تمثلت في مقولة رئيس المؤتمر الوطني والي الولاية الأستاذ يوسف أحمد أحمد نور الشنبلي، الذي قالها بثقة شديدة وصوت جهور: (ليس في النيل الأبيض جائع).. هي ولاية الخير والسيل والمطر.. أما ركيزة النجاح الثالثة فهي وجود الدكتور عوض أحمد الجاز، رئيساً للجنة الفنية التي أشرفت على انتخابات شورى الوطني هناك، وتشرف على ترشيحات المؤتمر العام لمنصب الوالي.. كان الجاز حاضراً متقد الذهن مبتسماً بعيداً عن ضغوط العمل التنفيذي، مؤكداً في ذات الوقت أن صفات القيادة لا تتراجع ولا تحال للتقاعد.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]