مصطفى أبو العزائم

رفقة خضراء ناضجة إلى بحر أبيض..

[JUSTIFY]
رفقة خضراء ناضجة إلى بحر أبيض..

الطائر الأزرق يتأهب للتحليق من خلال طائرة (الفوكرز 50) التي تعمل تحت راية الـ (Blue bird) أو الطائر الأزرق، وهو اسم الشركة التي تملك تلك الطائرات.

الرحلة تستغرق أقل من خمسين دقيقة عندما يعلن كابتن الطائرة «قسطنطين» انطلاقتها من مطار الخرطوم إلى مطار «كنانة» في ولاية النيل الأبيض، والذي لا يبعد كثيراً عن حاضرة الولاية «ربك».

نحن مجموعة من الصحفيين رؤساء تحرير ومحررين تم اختيارهم وإخطارهم بأن يكونوا رفقة إعلامية وصحفية للبروفيسور إبراهيم غندور، في رحلته إلى ولايته تلك، بصفات ثلاث، الأولى أنه نائب رئيس المؤتمر الوطني، والثانية مساعد رئيس الجمهورية، والثالثة أنه «ود بحر أبيض» وكان الوفد المرافق له نوعياً ويشكل ثقلاً داخل المؤتمر الوطني، وقد دعينا لنكون شهوداً على مجريات أحداث المؤتمر العام لدورة الانعقاد الرابعة (2014 – 2019) للمؤتمر الوطني بولاية النيل الأبيض سبقنا إلى هناك مجموعة من الزملاء الذين نعدهم من شباب الصحافة الواعد، ويطالع القاريء الكريم تغطية زميلنا الأستاذ أسامة عبدالماجد لأعمال المؤتمر على الصفحة الخامسة في عدد اليوم الأربعاء، ورحلتنا كانت بالاثنين وعودتنا كانت عصر ذات اليوم، لكن جلسات المؤتمر كانت مستمرة.

وجدت الرفقة الصحفية المبهجة، وجدت زملاء أحبهم وأتمنى ألا ينقطع الوصل معهم، لما نراه عندهم من خلق وأدب ومهنية وتميز.. و.. يا سبحان الله، لكل واحد من رفاق الرحلة ميزة وبصمة، لكنهم يشتركون في الإبداع، ووجدت أنني أجلس إلى جانب الأخ الأستاذ عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي داخل الطائرة، وغير بعيد منا، الأخ الأستاذ راشد عبدالرحيم، وخلف مقعدنا الأساتذة محمد عبدالقادر وبكري المدني، وبقية العقد الفريد. النضيد.

الرحلة قصيرة، لكنها الرحلة الوحيدة التي تمنينا أن تطول، فقد تحدثنا فيها عن الدين والفلسفة والعلاقات الخارجية، لكن أخطر ما تداولناه واتفقنا عليه جميعاً بعيداً عن الانتماءات السياسية أو المعتقدات الفكرية، أن فترة حكم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري – رحمه الله – كانت أعظم فترات الحكم الوطني تأثيراً على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والدينية، لكن مشكلة الرئيس نميري – رحمه الله – كانت هي ميزته أيضاً، فقد كان لا يعتمد على المؤسسية كثيراً، يفعل ما يقتنع أنه هو خير، ولو كان حاكم السودان في الفترة الممتدة من 25 مايو 1969م وحتى السادس من أبريل عام 1985م شخصاً غير النميري، لما هاجم الطائفية في عقر دارها، وزلزل معتقدات الناس فيها، ولما أقدم أي حاكم آخر على ضرب ودنوباوي أو الجزيرة أبا، وما أقدم على إعدام قيادات الحزب الشيوعي وتصفيتهم قائداً وراء قائد، ولما أعدم غير قادة الانقلابات الفاشلة، أو أقدم على إعدام زعيم الجمهوريين الراحل الأستاذ محمود محمد طه.. وما كان غيره يستطيع أن يعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان.

الكرنكي.. تحفة.. بل كان فاكهة الرحلة على خلفية المؤتمر الذي شهدناه هناك في واحدة من جنان الله في بلادنا.. ولاية النيل الأبيض.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]