مصطفى أبو العزائم

الخرطوم ترشح واليها من الوطني

[JUSTIFY]
الخرطوم ترشح واليها من الوطني

عند الخامسة مساء يوم غدٍ الجمعة، تشهد قاعة الشهيد الزبير محمد صالح الدولية للمؤتمرات، إلتئام مجلس شورى المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم في آخر اجتماعاته في دورته العادية والختامية.

الاقطاب السياسيون، والقيادات داخل الحركة الاسلامية السودانية، وداخل حزب المؤتمر الوطني، الذي يمكن أن يكون واجهة سياسية للحركة الاسلامية، وعضوية التنظيمين -الحركي والسياسي- ينظرون بإهتمام بالغ ومعهم كل المشتغلين بالهم السياسي، في الصحافة وأجهزة الاعلام المختلفة، لأن هذا الاجتماع الذي يرأسه الاستاذ أحمد حسب الرسول بدر، رئيس شورى الوطني بالولاية سيناقش حزمة من القضايا بعضها اجرائي وعادي، حيث أن الأجندة الخاصة بهذا الاجتماع يجيء ترتيبها حسب ما هو محدد لها، بسماع ومناقشة تقرير مجلس الشورى أولاً، ثم الاستماع ومناقشة تقرير الجهاز السياسي، فالاستماع ومناقشة تقرير الجهاز التنفيذي، فالتشريعي ليبدأ بعد ذلك الجند الخامس، وهو الأهم والأخطر لأنه يتضمن اجراءات اللجنة الفنية للترشيحات.

أهمية هذا الموضوع تنبع من متابعة الاعلام والصحافة لـ«من سيكون والي الخرطوم القادم»، وهي قضية نجح الاعلام المقروء من خلال تقارير الرصد، أو من خلال المساندات المبطنة لمرشح محتمل دون الآخرين، نجح في أن جعلها قضية الساعة التي تشغل الناس، خاصة أن تكهنات كثيرة تم نشرها (شوشت) على المتابعين لهذه الترشيحات، وهي تكهنات (مخدومة) و(مقصودة)، حتى يعلو نجم مرشح على نجوم الآخرين، ويصبح هو الاوفر حظاً للتقدم خطوات نحو أعلى موقع تنفيذي وسياسي في الولاية التي يطيب لنا كثيراً تسميتها بـ(جمهورية الخرطوم)، وهي كذلك بحق، إذ يقيم فيها ثلث سكان السودان تقريباً، وتضم محلية واحدة من محلياتها السبع عدداً يفوق تعداد بعض الدول الشقيقة أو الصديقة، ونعني بتلك المحلية «محلية أمبدة»، وهو ما يجعل الخرطوم (أقوى) ولايات السودان قاطبة، لتركز الخدمات فيها، ولوجود مؤسسات الدولة الرئاسية داخلها، اضافة الى مؤسساتها التشريعية والسياسية والأمنية والعسكرية، وتركز قيادات الحزب الحاكم فيها، كما تتركز فيها ايضاً كل قيادات الأحزاب المعارضة.. وهي -اي الخرطوم- تعتبر (الأقوى) بين الولايات الاخرى، إذا ما إعتمدنا التعريف المستحدث في علم السياسة والاستراتيجية، القائل بأن حجم السكان يعتبر أحد مكونات قوى الدولة الشاملة، مع بقية العناصر الأخرى المتمثلة في القوة الاقتصادية، والعسكرية والتماسك الاجتماعي وغيرها.

والمواطن في الشارع السوداني يهتم بأمر المرشح الجديد من المؤتمر الوطني، لأنه ما بات يعرف حزباً له قاعدة جماهيرية تؤثر في سير العملية الانتخابية، والمواطن على قناعة تامة بأن مرشح الوطني للمنصب الاعلى في الولاية سيكون هو الوالي القادم في فترة تمتد حتى 9102م.

وهنا تبرز المنافسة والصراع المكتوم، وحسب معلومات توفرت لدينا، فإن القائمة ستضم عدداً من المرشحين لكن شورى الوطني سيختار منهم سبعة، يدفع بهم الى المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني ليختار منهم خمسة مرشحين للمنصب، ليختار منهم رئيس الحزب وآليته المختارة المرشح المناسب بعد عملية الجرح والتعديل.

المعلومات المتوفرة لدينا تفيد بأن المرشحين للمنصب سيكون الدكتور عبد الرحمن الخضر نفسه من بينهم، رغم إعلانه أكثر من مرة أنه لا يرغب في الترشح لمنصب اختبره وعرف ويلاته ومعاناته، لكن معلوماتنا تفيد بأن قيادة بارزة ومؤثرة طلبت إليه عدم ترديد مثل ذلك القول، المتعلق بالترشح أو عدمه، وسيكون من بين المرشحين المهندس جودة الله عثمان، والمهندس الحاج عطا المنان الذي أعلن اكثر من مرة عن زهده في تقلد الوظائف العامة، إلا أن الرغبة الشخصية ستسقط حتماً إذا ما اتفقت القيادة على شخص ما لتولي المسؤولية، كما سيكون ضمن القائمة الدكتور عمار سليمان في إشارة إلى تمثيل الشباب في القائمة المرشحة لمنصب الوالي .

كما أن الاستاذ عبد القادر محمد زين الأمين العام للحركة الإسلامية بالخرطوم سيكون ضمن القائمة في إشارة لا تفوت على القيادات في المؤتمر الوطني كحزب سياسي، اشارة تقول بأن الحركة الاسلامية حاضرة، أو بلغة من يحاول البعض تجاوزه، فتقول: (نحن هنا).

الدكتور ايلا مستبعد من قائمة التنافس على منصب والي الخرطوم، وقد تظهر أسماء لا حظوظ لها في الفوز بالمنصب، لكن الواجب والاجراءات واللوائح تتطلب ذلك.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]