عبد اللطيف البوني

في انتظار عبد الخير


[ALIGN=CENTER]في انتظار عبد الخير[/ALIGN] ثلاثة مطبات جوية عنيفة وان كنت من هواة البر قل ثلاثة حفر عميقة توجد في طريق الفترة الانتقالية، وأية حفرة من هذه الحفر في عمق البئر التي اسقطت فيها أم شوايل حيث يحل النتروجين وثاني اكسيد الكربون محل الاوكسجين حيث الافاعي والعقارب والجعارنين واذا لم يقيض المولى للسودان فارساً مثل عبد الخير ذلك الرجل الذي أنقذ أم شوايل، فسوف يلحق أمات طه لا سمح الله.
هذه الحفر الثلاث ستكون فرصة كي تتجمع فيها كل نذر الشر المتربصة بالسودان من خلافات ومشاكسات بين الشريكين الحاكمين وتدخلات خارجية ومكايدات داخلية وسيتحول الضرب من تحت الحزام الى العلن وفي أم الرأس واذا خرج السودان من هذه الحفر سالماً (نسأل الله ذلك) سيكون وطناً معافى قوياً منطلقاً للامام وان شاء الله (تاني قشة ما تعتر ليهو) سيكون قد تخلص من آلام التسنين وأوجاع السنين.
أول هذه الحفر هي أبيي والثانية هي الانتخابات والثالثة تقرير المصير، ففي هذه الثلاثة مواضع سوف تتنزل الممارسة السياسية للمواطن مباشرة وبالتالي سينعكس الصراع والخلاف أو الوئام اذا كان هناك وئام على الشارع مباشرة على عكس بقية المواقع حيث يدور الجدل في المؤسسات السياسية وأروقة الصحف، لقد سبق لنا ان تحدثنا كثيراً عن الانتخابات ومازلنا وكذلك تحدثنا عن تقرير المصير الذي مازالت حركته في بدايتها، عليه نكرس بقية المساحة (للسيدة) ابيي.
المعلوم ان ابيي اختلف الشريكان على تفسير وبالتالي على تنفيذ بروتكولها الذي اقرته نيفاشا وحدثت معارك دامية بين المسيرية والدينكا مع مساندة من هنا وهناك وكان آخرها وأخطرها في مايو 2008م حيث أصبحت المدينة قاعاً صفصفاً ولما وصلوا الى طريق مسدود رفع الامر الى محكمة التحكيم الدولية في لاهاى وتم ذلك في (زفة) غريبة وعجبية كلفت البلاد مالاً وجهداً و(شيل حال). وبعد ان قدم كل طرف وجهة نظره وبواسطة محامين ومستشارين وخبراء دوليين رفعت الجلسات للتداول واصدار الحكم وقد تحدد يوم 23 يوليو القادم كحد أقصى لذلك.
بالطبع سيكون الكاسب من الحكم طرف واحد، فأصبح الخوف من الطرف الآخر وبالتالي انتشر الرعب منذ الآن وآخر الاخبار تقول ان التجار الشماليين (لملموا عفشهم وعزلوا) السيد لوكا بيونق الوزير بحكومة الجنوب قال ان قادة الحركة وقادة المؤتمر وغرايشن سيكون في ابيي ساعة صدور القرار للسيطرة على الخواطر المنفلتة، غازي صلاح الدين قال ان الطرفين اتفقا على سياسة وقائية لتلافي عقابيل صدور القرار، اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة قال انه ذاهب الى هناك منذ الآن لانتظار الحكم وجاء في الاخبار ان قادة الدينكا والمسيرية في المنطقة في حالة اجتماعات مستمرة لدرء المخاطر المتوقعة.
اذاً ياجماعة الخير هناك قيامة متوقعة في ابيي ورغم ان ابيي بعيدة عن الخرطوم وعن جوبا ولكن لا سمح الله لو حدث أي شئ سيلقي بظلاله على كل البلاد وسيكون له ما بعده ونسأل الله عبد الخير في شكل حزب أو مجموعة ،المهم صوت عقل ويمكن البلاد والعباد من تجاوز محنة ابيي بأية صورة من الصور، واذا خرجت البلاد من حفرة ابيي سيكون ذلك بشير خير بأن البلاد ستخرج من بقية الحفر، فدعواتكم فحتماً ان فيكم الاشعث الاغبر الذي اذا اقسم على الله لأبره.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22693) بتاريخ 5/7/2009)
aalbony@yahoo.com