الحزب الحاكم (يكجم كجم )
أظنني بدءا في حاجة لوقفة عند العبارة التي وضعتها بين معقوفتين في العنوان أعلاه (يكجم كجم )، لمصلحة الأجيال الطالعة ولغيرهم ممن يستعصي عليهم فهمها ،فأقول أن العبارة من العربي (الكسيح) ومنها قولهم (سجمك الحمار كجمك)، وهي في الفصيح من قضم يقضم،أما ما هذا الذي (يكجمه) الحزب الحاكم (كجما) فذلك ما سنأتي عليه في ثنايا موضوعنا اليوم ،ولكن قبل ذلك دعوني أحكي لكم طرفة من طرائف (الكجم ) أحسب أنها قد تفيد في تقريب المعنى الذي أقصده …قيل أن قرويا ماجنا فالت اللسان لا يحبه وجهاء القرية لعدم تورعه في كشف نزواتهم وتعرية عمايلهم الخبيئة ،قبض على هذا القروي متلبسا بسرقة بضعة دجاجات من منزل أحدهم ،وقدم للمحكمة الشعبية التي يرأسها العمدة وأثنان اخران من الوجهاء،فوجدوها فرصة وأوقعوا عليه عقوبة ثلاثية الأبعاد(سجن وجلد وغرامة)،وعندما احتج على الحكم قائلا(أصلو دا قانون وين دا انجليزي ولا هندي )، قالوا له (يا زول هوي بطل لماضة بلا انجليزي بلا طلياني معاك نحنا كجمناك كجم )…
وعطفا على هذه الطرفة لو سئلت شخصيا بحسباني من الموقنين بتمويل الحزب الحاكم لأنشطته الحزبية من المال العام، عن دليلي القانوني على ذلك ،لما ترددت في الاجابة على السائل بالقول (يا زول ها دليل شنو وقانون بتاع فنيلتك الحزب الحاكم دا بكجم كجم ) ،ولتعزيز اجابتي سأحيله لشهادة موثقة لرجل ليس قياديا في الحزب الحاكم الان المسمى المؤتمر الوطني فحسب، بل هو البدريين ومن بناة هذا الحزب الذي قام على أكتافهم منذ أن كان اسمه جبهة الميثاق،هو الأستاذ الشيخ أحمد عبدالرحمن محمد،ثم لزدته من شعر التمويل بيتا بشهادة الأستاذ حسن عثمان رزق القيادي حاليا بحزب الاصلاح الان،والقيادي النافذ في الحكومة وحزب الحكومة حتى لحظة الانشقاق واعلان مولد حزبه الجديد في يوم الثلاثاء الثالث من ديسمبر من العام الماضي،وكان رزق قد قال قبل أيام قلائل ما نصه (الوطني يسخر أموال الدولة لعقد مؤتمراته)،وغير شيخ أحمد وأستاذ رزق هناك اخرون كثر ممن أفنوا زهرة شبابهم في هذا الحزب على مختلف تقلباته واختلاف تسمياته يعضدون شهادتيهم،هذا غير الحقيقة التي لا يمكن أن يماري فيها أحد الا مكابرة، وهي أن المؤتمر الوطني نشأ اول ما نشأ كحزب حكومة تتعهده بالرعاية والعناية والتمويل،مثله مثل الاتحاد الاشتراكي على عهد نميري،والاتحاد الاشتراكي المصري،وحزب التجمع الدستوري الذي كان يرأسه الرئيس التونسي الهارب بن علي،والمؤتمر الشعبي العام الذي كان يرأسه الرئيس اليمني المعزول علي عبدالله صالح وهلمجرا من أحزاب شمولية قابضة،ولهذا كان الأدق والأحرى بالبروف غندور وهو يحاول عبثا أن يناجز من يتهمون حزبه بالرضاعة من ثدي الحكومة، أن يقول مثلا لم يعد حزبنا يتمول من الحكومة اعتبارا من كذا (يحدد التاريخ)،أما أن يقول أن حزبه يمول نفسه مما يتوفر له من مال ولا علاقة له بالحكومة هكذا على اطلاق الكلمة،فقد حق لنا أن نقول في حقه تلطفا ان غندور لا يكذب ولكنه يتجمل،ثم ما رأي البروف في هذه المنظمات العديدة التي تمول أنشطتها الحكومة باعتبارها قومية،بينما هي في حقيقتها حزبية (تلعب) لصالح الحكومة وحزبها،من شاكلة اتحاد الشباب والمرأة الخ…
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي