حرم وعلي الطلاق !!
*ونتوب إلى الله – بدءاً – من مثل القسم هذا ولكنه الحلف الذي يدل على الرجولة في نظر (القوم!) ..
*أي أنه أشد أثراً من الحلف بالله لأن من ينكث به ليس – عندهم – بـ(رجل!) ..
*والإحساس الزائد بـ(المرجلة) هذه هو – بالمناسبة – سبب جنوح كثير من الأنظمة إلى القسوة تجاه المواطنين..
*فصدام حسين – مثلاً – ما كان يتوانى عن محو بلدة بكاملها من الوجود (كيماوياً) وهو يطلق رصاص بندقيته في الهواء كناية عن (المرجلة!)..
*والقذافي كان يعلق طلاباً جامعيين على المشانق ثم يضم كفيه ملوحاً بهما عالياً دلالة على (الرجولة!)..
*والأسد – الكبير – أزهق أرواح الآلاف من مواطنيه (السُنة) بعيد تحذيره الإسرائيليين من غضبة عربية إشارة إلى (الرجالة!)..
*والاعتزاز بالرجولة عند قادة الأنظمة الأُحادية يعني تلقائياً البعد عن قيم الدين ذات (السماحة) التي يتبناها – للأسف – الغربيون ..
*فما من نظام دكتاتوري – كما علمنا التأريخ – (رحيم !) أبداً ..
*أو بالأحرى هو رحيم تجاه أعداء الخارج أما إزاء أعداء الداخل فهو يبطش دونما رحمة..
*ما علينا – كما يقول جاري في صفحتنا هذه عبد الرفيع – ونعود إلى موضوعنا..
*فانا أقسم أمام المعارضة بقسم أهل الإنقاذ (الشعبي) وأقول لهم : (حرم) لن توصلكم المفاوضات هذه إلى ما تشتهون وإن استمرت عشرين عاماً..
*و(علي الطلاق) لحس الكوع أسهل ألف مرة لكم من تحقق حلمكم في حكومة انتقالية تمهد للانتخابات ..
*و(يمين) لن تنالوا – حال احتكامكم لصناديق الاقتراع – أكثر مما نال عمار محمد آدم من أصوات في انتخابات الصحفيين..
*والقسم الشعبي هذا يمكن أن نستبدله بقسم (شرعي) ونقول لكم : والله وتالله وأيم الله لن يحدث أي من ذلكم الذي ذكرنا..
*ولا نرجم بالغيب إذ نقول ذلك وإنما لأن المستحيل الرابع – إلى جانب الغول والعنقاء والخل الوفي – هو إيمان نظام عسكري بمطلوبات الديمقراطية..
*أي نعم هو يمكن أن يزين وجهه برتوش ديمقراطية- كأحزاب الزينة مثلاً – ولكن أن يصير ديمقراطياً كامل الدسم فـ(حرم) لا يحدث هذا أبداً..
*فإن كنت مخطئاً فدلوني على سابقة تاريخية (واحدة) تحول فيها نظام أتى عبر الدبابة من عسكري إلى ديمقراطي..
*ولا تقولوا لي تجربة سوار الذهب لأن ذاك لم يكن إلا تتويجاً لثورة شعب تماماً كما فعل السيسي في مصر..
*أي كان خضوعاً لإرادة الشعب الذي شل حركة الحياة تماماً – بعصيانه المدني – وما عادت تجدي معه (ردعاً) وسائل القوة و(الرجالة!)..
*فيا أهل المعارضة : إما أن تكون لكم من طرائق (القوة) السلمية ما تفرضون به على الإنقاذ التحول الديمقراطي المنشود ..
*وإما أن ترضوا بالتعايش مع الأمر الواقع وأنتم تغمغمون (إلهي هذا ضعفنا لا يخفى عليك !)..
*ولست مسؤولاً أنا عن توصيف لحالكم قد يأتي من قِبل عاشقين آخرين للرجولة -وهم الصعايدة – ولكن دونما سلطة..
*توصيف نصه – مع التعديل – (خليكم عاملين كيف ما الولايا بتعمل!)..
*ولا تسألوني- تحاشياً للإحراج- (الولايا بتعمل شنو؟!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم