عبد اللطيف البوني

يا سائق البوباي


[ALIGN=CENTER]يا سائق البوباي[/ALIGN] قلنا بالأمس ان أمام سائق البوباي السوداني ثلاث حفر يحتاج لجهد وتركيز شديدين كي يتجاوزها، والحفرة الأقرب هي حفرة ابيي والتي من المتوقع ان يظهر عمقها وما فيها من سواهي ودواهي في بداية الاسبوع الاخير من هذا الشهر، وقد اتضح لنا ان الجميع حركة شعبية ومؤتمراً وطنياً وأمماً متحدة ممثلة في أشرف قاضي وأمريكا ممثلة في غرايشن وغمار الناس ممثلين في أحمد أحيمر يضعون أيديهم على قلوبهم خشية (كعة) بعد صدور قرار محكمة التحكيم الدولية.
دعونا نسأل الله ان يهديء سر الجميع ويتم تجاوز حفرة ابيي كي تظهر بعدها حفرة الانتخابات، ودعونا نتخيل ان الأمور مرت كلها بسلام من دستورية الحكومة والاحصاء وتقسيم الدوائر وتسجيل الناخبين والترشيح وعملية الاقتراع وفرز الأصوات واعلان للفائزين وان الساقطين – أي – الذين لم يحالفهم التوفيق عانقوا الفائزين مهنئين، ودعونا نفترض ان مرشح الحركة الشعبية قد فاز برئاسة الجمهورية، وليكن القائد سلفا وبعد تسعة شهور تمت عملية الاستفتاء على تقرير الجنوب واختار الجنوبيون الانفصال ساعتها هل سيكمل القائد سلفا دورته كرئيس للسودان أم سيذهب الى الدولة الجديدة؟ولو رشحت الحركة مرشحاً آخر وفاز واختار الجنوبيون الانفصال، فهل ستحكم الحركة الدولتين؟ هذه أشياء سكتت عنها اتفاقية نيفاشا ولم تضعها في الحسبان وكأنما الاتفاقية صممت على الانفصال وكان المطلوب ان تركز على تقرير المصير أو تضع فوز مرشح الحركة للرئاسة شرطاً للتصويت للوحدة كما قال النائب البرلماني في الجنوب.
اذاً ياجماعة الخير ان تجاوز سائق البوباى لحفرة الانتخابات التي هي أعمق من بئر أم شوايل يحتاج الى معجزة، واذا حدثت المعجزة وتجاوز السائق الحفرة ستكون النتيجة هي المتحكمة في تقرير المصير، فالانتخابات وتقرير المصير العلاقة بينهما جدلية، فحدوث أي (لكلكة) وهذا امر متوقع سيعلن الجنوب انفصاله ومن داخل البرلمان قد جرت قبل أيام بروفة ناجحة مؤسسة على بشارة القائد سلفا من القائد الأممي ومضاف اليها قول باقان ان الشمال طامع في خيرات الجنوب.
اذا حدث هذا السيناريو – لاسمح الله – لن يكون الانفصال انفصالاً نظيفاً يكفي السودانيين شر القتال بل سيكون انفصالاً قذراً تتفجر فيه الأوضاع على الأقل في المناطق الثلاث كما تنبأ الفريق عقار وبعد ان يهلك العباد في هذه المناطق سوف تنطلق النار في بقية البلاد هذا اذا كانت هذه النار (بت ناس)، فأغلب الظن انها ستكون نار فاجرة تندلع في كل القطر في وقت واحد.
اذاً ياجماعة الخير دعونا نأمل ان يتوقف سائق البوباى نهائياً – أي – (يجر الشفاطة) وينزل الركاب ويفترشوا الارض ويبدأوا الجدل بافتراض ان دولة الجنوب قد قامت وتم الاعتراف بها دولياً، فماهو العائد على المواطن في الشمال والجنوب؟ ماذا ينقص الجنوبي الآن كي تكمله له الدولة الجديدة؟ كيف ستتم قسمة الاصول؟ ماهو الضمان ان لا تتحول الحرب الاهلية الى حرب بين جارتين؟ هل سيستقر الجنوب؟ هل سيتوقف دولاب الانفصال بخروج الجنوب؟ ياجماعة الخير انفصال الجنوب يعني نهاية الجنوب والشمال معاً، فأتركوا الصغائر واللعب في ظل الفيل واتجهوا للفيل مباشرة.. وأخيراً مجرد سؤال البلد دي عدمت السياسي العاقل؟

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22693) بتاريخ 6/7/2009)
aalbony@yahoo.com