حيدر المكاشفي

ترشيح الفريق عبد الرحيم وبساطي وحكاية ود الحبوب

[JUSTIFY]
ترشيح الفريق عبد الرحيم وبساطي وحكاية ود الحبوب

ثمة جوطة وربكة وخرمجة صاحبت ترشيحات الحزب الحاكم للولاة الجارية الان في بعض الولايات ،نذكر منها تحديدا ولايتي النيل الأبيض والخرطوم ، ففي النيل الأبيض تفاجأ القيادي بشير بساطي بالزج باسمه مرشحا من وراء ظهره ودون علمه ،وكانت المفاجأة الأكبر أنه عند التصويت خرج خالي الوفاض ولم يحصل حتى على صوتي من رشحه ومن ثناه ،وهذه حكاية تعيد للأذهان حكاية عبد الله دينق نيال حين دفع به الشعبي مرشحا للرئاسة في الانتخابات السابقة، والتي أسفرت نتيجتها عن سقوط مدو لنيال كاد أن يعصف باستقراره الأسري ،حيث كان ما حصل عليه من أصوات أقل من عدد أفراد أسرته الصغيرة ممن يحق لهم التصويت،وشبيها بذلك ما حدث للفريق أول عبد الرحيم وزير الدفاع الذي كان مرشحا لاخر لحظة في ولاية الخرطوم ، رغم تعارض ترشيحه أولا مع قانوني الجيش والأحزاب،وثانيا أنه تم ضد رغبته ومن وراء ظهره بحسب تصريحاته،وهذه وتلك بلا شك جوطة تستدعي استدعاء قصة صاحبنا ود الحبوب… تقول القصة، نال صاحبنا ود الحبوب حظاً من التعليم ليس كبيراً، شهادة وسيطة ولكنها أهّلته لتولي وظيفة في تلك المؤسسة المهمة التي ترتبط بها مصالح المواطنين في المدينة الكبيرة.
كان ود الحبوب ذا إنتماء حزبي واضح، فهو من شباب الحزب العامل، وعلاوة على ذلك كان ذا فطنة وواقعية، لا يخفي تبرمه من بعض تصرفات أقرانه في الحزب الكبير، كما كان يعارض ما يراه غير مناسب من سياسات حزبه، وكان يؤمن بالمؤسسية ولكنه كان ينزل على رغبة حزبه في كثير من الأمور.
استمر صاحبنا ود الحبوب في تلك المؤسسة مؤدياً مهمته المزدوجة حزبياً وعملياً، الى أن بدأت بعض الكشوفات في التوافد الى تلك المصلحة الكبيرة، كانت الكشوفات بعضها إحالة للمعاش وبعضها نقل لجهات أخرى.

ثم اسفرت عن وجهها الحقيقي حين بدأت تصل كشوفات إبعاد ثم فصل حتى كادت تبلغ (كشوفات كشف الحال).
وظل صاحبنا ود الحبوب بعد وصول أي كشف أو قرار يجد نفسه يطير الى أعلى ثم الى أعلى، الى أن صار هو الشخص الأول في تلك المصلحة الكبرى ذات السلطات الكبيرة.
دعا ود الحبوب في أول اسبوع من رئاسته لتلك المؤسسة الى اجتماع مهم، جمع فيه كل أركان حربه وكل موظفيه وعماله، وتحلّق القوم في القاعة الكبيرة الوثيرة مكيفة الهواء، وأُعدت منضدة الرئاسة اعداداً جيداً للرئيس الجديد الشاب النشط والذي يفيض حيوية.
تربع ود الحبوب على الكرسي الفاخر الذي يدور يميناً ويساراً كتائه في صحراء العدم.
نظر صاحبنا يمينه فوجد كبار المعلمين ورجال التربية ويساره كبار المهندسين والأطباء، ثم نظر الى أعلى فوجد كبار رجال الاعلام والصحافة، ثم أعاد البصر كرتين فوجد فرسان الحل والعقد من رجال الشرطة ورؤساء اللجان وزعماء العشائر والمشايخ ورؤساء الغرف التجارية وغيرهم. نهض ود الحبوب للحديث:
سمى الله وحمده ثم صلى على نبيه الكريم ثم قال متسائلاً: يا ناس أنا رئيس هذا الاجتماع؟
فأجاب الجميع: نعم
يعني هسع أنا الداير أحلها أحلها والداير أربطها أربطها؟
قال الجميع: نعم
فقال على الفور:
على الطلاق جاطت .. جاطت ثم جاطت
انتهت القصة ولكن من أين لنا العبرة وكيف سبيل الخروج من الجوطة.
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي