ربط الكراع عند الشعور بصداع
هناك مثل عند أهل الوسط يقول (قال راسو بوجعو ربطولو كراعو) أو كما قالوا… يقابله مثل اخر دارفوري صميم يقول (دبرة في ووو جيبوا حمار اكوو) والترجمة على الشريط (الدبرة هى نوع من الجروح وهي عربية فصحى جمعها دبر وتعني قرحة الدابة وفيها قال شاعر شعبي يمدح الخليفة ودبدر (البشيل فوق الدبر ما بميل..قدل شيخي لرباعتو مهيل)، ووو هو الاسد والحمار هو الحمار والكي واضح) والمعنى بعد ذلك أوضح…
على طريقة ربط الكراع عند الشعور بصداع أو كي الحمار عوضا عن الأسد المصاب، دعونا نكتب على نهج ذاك الطالب الذي جرت حكايته في امتحان مادة التاريخ مثلا حين كتب(دعونا من سياسة بسمارك الخارجية ولنتحدث عن سياسته الداخلية)… بعد حمد الله والثناء عليه نقول، بما أن قضية الحوار والتعافي الوطني عبر حلحلة الأزمات المزمنة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بضرورة البعد عن خطاب الكراهية، دعونا أولاً نتحدث قليلاً عن هذا الخطاب المكروه في كل الاحوال، في حالة التوافق والتلاقي وأكثر منها في حالة التباعد والاختلاف، فالبلاد الآن يفترض أنها مقبلة على خطوة مصيرية هى منه على بعد خطوات سيتقرر بعدها أحد أمرين، إما بقاء الوطن بحدوده الحالية بعد ذهاب ثلثه متماسكا أو أن ……(فال الله ولا فالي ) ، وكما ترون فإن الحاجة ماسة وملحة لأن تتقوى روح الاختلاف وأن يتركز الصراع على أمهات القضايا والبعد عن الشتائم والسباب والتحدي ،فالمرحلة الدقيقة الحالية تتطلب خطاباً دقيقاً يوزن بميزان الذهب بل قل بميزان بيض النمل، حتى بالنسبة لمن لا يشكل لهم التعافي الوطني أى شيء، فمثل هؤلاء إن لم يدعموا الحوار الحقيقي المنتج فلا أقل من أن ينبذوا لغة التنابذ وإثارة الفتن والنعرات العرقية والقبائلية والدينية وهذا يستلزم أولاً رعاية العهود والمواثيق وإحترام الدستور والقانون والعمل بمقتضاها جميعاً، وهذه مطلوبات واستحقاقات تكون الحاجة لها أكثر في ظل الاوضاع الهشة رغم أنها مطلوبة على الدوام، ولعل في المواثيق الموقعة وطنياً والمرعية عالمياً والدستور المنبثق عنها بل وفي كل ادبيات الاعلام المحترف واخلاقياته ما يكفي ويزيد في هذا الصدد، يصد عن كل قول نابي وشتيمة مقذعة وكتابة موغلة في وحل القبلية والعنصرية وغارقة حتى أخمص أقلامها في التهويش والتهميش والزراية بالاخر وازدرائه من هنا أوهناك، فالقضية أكبر من الصغائر التي كنا نود أن نشير الى فيلها لا الى ظلها ولكن لا بأس إن تعذر علينا طعن الفيل الذي يصدر عنه كل ذلك أن نطعن ظله إذ لا يستقيم منطقاً وعقلاً وعدلاً أن يبقى ولو صوت واحد في أى جزء من هذا الوطن يجأر بخطاب الكراهية ولو صمتت كل الاصوات في باقي الاجزاء، ولينظر أهل السودان جميعا بكل فسيفسائهم فيما حولهم إن كانوا حقاً يؤمنون بالتراضي والتعافي الوطني الذي لن يتحقق مطلقا بطريقة ربط الكراع لمداواة الصداع على النحو الماثل الان،اذهبوا رأسا الى رأس القضايا وليس أرجلها أو مضاعفاتها….
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي