(عيب عليكم)..!!

[JUSTIFY]
(عيب عليكم)..!!

الحمد لله.. تلقيت أمس اتصالاً هاتفياً من أحد ممثلي حجاجنا في مكة المكرمة.. أكد لي أن وفداًً من الأطباء السودانيين العاملين في المملكة العربية السعودية، زارهم في مساكنهم ووفر للحجاج الفقراء وغير المستطيعين الطعام الكافي.. كل الوجبات وبكميات مقدرة إلى يوم التروية..
وكنت نشرت هنا تفاصيل الوضع الصعب الذي وجد حجاجنا أنفسهم فيه بعد أن تفاجأوا بشح ما يقدم لهم من طعام في وجبتي الفطور والغداء مع غياب وجبة العشاء تماماً.. رغم أنهم دفعوا قيمة الوجبات الثلاث مقدماً قبل سفرهم إلى الأراضي المقدسة..
الأطباء من أبناء السودان العاملين في المملكة اطلعوا على ما نشرته صحيفة التيار فاتصل بي ممثل لحوالي ألفين منهم قرروا أن يجمعوا تبرعات من حر مالهم الخاص لإطعام الحجاج غير القادرين على شراء الطعام- حتى يوم الصعود إلى منى.. حيث بعد ذلك تتوفر تبرعات من المحسنين السعوديين لبقية أيام الحج..
وفعلاً.. قمت من جانبي بتوصيل الطرفين.. الأطباء مع الحجاج المتضررين.. وأبهرني الأطباء بسرعة تحركهم ووصولهم لحجاجنا.. الذين بدورهم اتصلوا بي أمس وهم في غاية السعادة بعد أن تكفل أبناؤهم الأطباء بحل مشكلة الطعام..
حجاجنا كانوا تقدموا بشكوى لوزارة الحج السعودية ضد البعثة السودانية الرسمية.. وفعلاً استدعت وزارة الحج مندوب البعثة وأنذرتهم.. وقال مندوب وزارة الحج السعودية لمندوب البعثة السودانية (عيب عليكم).. ليلخص في هذه العبارة الموجزة حيثيات الإدانة لمثل هذا المسلك الرسمي في مثل هذا الموقع الروحي الرفيع.. الذي لا يقبل التأويل..
سعادتي كبيرة أولاً لحل مشكلة حجاجنا.. وثانياُ لأن الله وفقنا في أداء أمانة رسالة السلطة الرابعة تجاه المواطن السوداني المالك الحقيقي لهذا الوطن.. اجتهدنا في الدفاع عن حقوق الحجاج والمعتمرين السودانيين طوال سنوات إلى أن أثمر جهدنا بصدور قرار جمهوري بحل هيئة الحج والعُمرة.. لكن الهيئة التفت على القرار واجتهدت في التحايل عليه.. ثم تابعنا مشكلات الحجاج قبل سفرهم وعند وصولهم.. ولحسن الحظ قيض الله لنا من يمدنا بالمعلومات عن أوضاعهم هناك.. وتابعنا معهم الأوضاع إلى أن أنعم الله على أطبائنا السودانيين بالمهجر بفضل التدخل لحل المشكلة.. مشكلة تجويع الحجاج السودانيين بمكة..
نحن نقيس نجاحنا بقدرتنا على أن نكون لسان حال المواطن.. خاصة المغلوب على أمره قليل الحيلة,, مثل حجاجنا في مكة.
هذا هو الدور الحقيقي للصحافة.. أن تكون عصا في يد المواطن يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى.

[/JUSTIFY]

عثمان ميرغني
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]

Exit mobile version