لقاءات القاهرة .. المشي بين الألغام
البشير وسلفاكير والسيسي، لقاءات منفصلة وآمال متصلة ومصالح مشتركة وأغبرة عالقة .. منتصف أكتوبر هو الموعد المقرر لزيارة البشير للقاهرة ولقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي سيلتقي أيضاً بالرئيس سلفاكير في ذات التوقيت .ومابين السيسي وسلفاكير الكثير من الملفات التي يمكنهما التداعي والنقاش حولها بأريحية وانطلاق.. أما السيسي والبشير فبينهما الكثير من الملفات التي يمكنهما التداعي فيها بنفس الانطلاق والأريحية لكن ملفات خلافية أخرى لو توغلا اللقاء بالخوض فيها لحسماها في جلسة أو لقاء ثنائي كهذا قد ينتهي الاجتماع قبل موعده ..وكذلك البشير وسلفاكير وبما يسود من أجواء ودية بين البلدين في هذا الوقت فيمكنهما التداعي والتنسيق والتوافق والتعاون على الكثير من الملفات لكن أيضاً بعض القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان لو تمت مناقشتها بالوضوح الكامل قد تنفض الطاولة وينتهي الاجتماع قبل موعده المحدد . السيسي يلتقي البشير بعد عودته من المملكة العربية السعودية في زيارة ناجحة ومهمة أزالت الفتور بين البلدين ونشطت إيقاع علاقات التعاون مع السعودية .. وفي ظني أن السيسي ومن جانبه سيكون أكثر حرصاً على اغتنام هذا المناخ الجديد بين السودان والسعودية للخروج من لقائه بالبشير بمكاسب جديدة في الملفات العالقة بين مصر و السودان .. حيث أن السيسي يدرك حرص السودان في الحفاظ على علاقاته المتحسنة مع حلفاء مصر في السعودية ودول الخليج, وبالتالي فإن فرصة لقاء أكتوبر قد تحقق للرئيس المصري معنى المقولة الشعبية (من جاه الملوك نلوك ) ..لكن الواقع يقول إن علاقات السودان مع المملكة العربية السعودية ترتبط بمحاور أمنية وسياسية من جانب السعودية ورغبة من جانب السودان في تنشيط التعاون الاقتصادي, فأما المحور الأمني من جانب السعودية فليست هناك أية غضاضة أن تستفيد مصر من لقاء البشير بالقيادة السعودية لو كانت به ثمرات أمنية واستراتيجية بالنسبة لها .. لأن أمن مصر الاستراتيجي هو الهدف المشروع الذي يجب عليها رعايته والحرص عليه بل ومن واجب السودان أن يساندها في ذلك كدولة جارة وشقيقة .. أما القضايا والملفات الأخرى الخاصة بعلاقة السودان ومصر .. حدودية كانت أو غير ذلك فهي قضايا تخص البلدين ولا يجب أن تنتظر مصر علاج لها من جانب السودان تحت الضغط أو الحرج مع المملكة العربية السعودية بل نقول إن السودان ومصر وحدهما القادرتان على تجاوز تلك الخلافات لو خلصت النوايا وتحكمت الفطنة والحكمة والعدالة والحرص المشترك على تصحيح ماهو خطأ وبالتالي إخراج العلاقة من نطاق المطبات الجوية إلى آفاق التعاون والتكامل والمستقبل الأرحب .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي