جمال علي حسن

ابتعدوا عن اللعب في ميدان الأخلاق


[JUSTIFY]
ابتعدوا عن اللعب في ميدان الأخلاق

مع اقتراب مواسم الانتخابات في كل مكان تنشط مجموعات تنظيمية مكلفة ومحددة من كوادر الشائعات في التنظيمات السياسية المختلفة لتنشيط اللعب في ميدان الأخلاق ، والفضائح ..

لكن ومع الطفرة الإلكترونية الهائلة التي وفرت الإمكانيات التقنية لخلق وصناعة الصورة, وصناعة الفيديو تحولت بيوت الجميع بعد تلك الطفرة إلى بيوت من زجاج أمام من ينوي النيل من سمعتهم وبالتالي لم تعد من مصلحة أي سياسي عاقل أو حزب واعٍ أن يقف خلف صناعة فضيحة أخلاقية لخصمه؛ لأنه سيتوقع حتما ً الرد بالمثل وفي نفس الملعب المتاح للجميع ..والشائعات ( بتجيب الشائعات ) ..

تناقلت وسائط التواصل الإلكتروني في اليومين الماضيين خبر حول إلقاء الشرطة القبض على قيادات حزب معارض وهم في حالة سكر ولو صحت هذه المعلومات التي لم أهتم كثيراً بالتأكد من صحتها ، لكنها لو صحت فإن الإجراء الذي اتخذته الشرطة بالقبض عليهم هو إجراء طبيعي وروتيني فكل سكران يقع في قبضة الشرطة تتم محاكمته لكن ليس كل السكارى في بلادنا يتم نشر أخبارهم بهذه الكثافة التي تم بها نشر هذا الخبر أو تلك الشائعة .. والتي يظن البعض أنها تخدم أجندتهم في ضرب سمعة هؤلاء الخصوم السياسيين بمعلومات حقيقية أو شائعات كاذبة لا فرق لأنها حققت هدفها بالنسبة لهم بالانتشار .. إنهم لا ينتبهون إلى أن بإمكان هذا الخصم نفسه أن ينتقم بنفس السلاح .

وهـذا الحديث ليس موجهاً فقط لأنصار أحزاب الحكومة لكنه موجه للجميع وربما بتشدد أكثر على النصح به للقوى المعارضة أن تبتعد عن اللعب في هذا الميدان في عالم تتوفر فيه خيارات الرد بنفس الأسلوب .

والقوى المعارضة لعبت كثيراً في ميدان الأخلاق ضد قيادات الحزب الحاكم آخرها الفيديو المفبرك لتشويه سمعة أحد الوزراء في إحدى ولايات السودان .

هذا الميدان ليس من مصلحة أحد الإقتراب منه .. فحسابات الربح السياسي فيه غير مضمونة كما أن حسابات الخسارة في المحصلة النهائية تكون أكيدة .. واللعب في ميدان الأخلاق وسمعة الأشخاص في عالم اليوم هو فكرة انتحارية مثل ارتدائك لحزام ناسف.

ابتعدوا عن ميدان الأخلاق فهو لا يصنع بطولة دائمة ولا هزيمة حاسمة .. بل يسهم في إفقاد الساحة السياسية بجملتها للإحترام ، ولا تنسى ذاكرة التأريخ السياسي في بلادنا في عهد من العهود فضائح بعض المسؤولين التي تم الترويج لها حين كانوا معارضين للنظام لكنها ظلت تلاحقهم حتى بعد أن انضموا لصفوف المشاركة في الحكومة لاحقاً, ولم تستطع الحكومة مسح ذاكرة الناس من فضائح وشائعات كانت أيدي الحكومة نفسها قد أسهمت في صنعها لضرب سمعتهم في مرحلة من المراحل .

قد تحتاجون غداً للسيرة الطيبة لخصومكم اليوم فلعبة السياسة في بلادنا لا عدو دائم ولا صديق فيها إلى الأبد .

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين
[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي