عبد الجليل سليمان

ليس للكردي إلا الريح


[JUSTIFY]
ليس للكردي إلا الريح

(يتذكر الكرديُّ حين أزوره ، غده. فيبعده بمكنسة الغبار: إليك عني! فالجبال هي الجبال). والكردي في مقطع قصيدة “درويش” أعلاه، الموسومة بـ( ليس للكردي إلاّ الريح”، هو صديقة الروائي والشاعر الفذ (سليم بركات).

وظللت، كلما شاهدت أخبار اللوثة والدهماء ممن يسمون بـ(داعش)، وهم يحاصرون مدينة كوباني الكردية، ويشردون أطفالها ونسائها وشيوخها العزل والمسالمين، (سليم بركات).

وظللت أتذكر درويش وهو ينشد (ليس للكردي إلا الريح)، لكن سيأتي يوماً سيكون للكردي فيه كل شيء، فالأكراد قوم شجعان ومسالمون، ومؤثرون في أي مكان يحلون فيه، يعمرون الأرض ويتعايشون مع غيرهم، ولنا في أكراد السودان أسوة حسنة!!

ولنا ذلك في صلاح الدين الأيوبي، و سليم بركات، الذي ولد في نواحي القامشلي، وبدأ تعلم العربية بالمدارس، لكنها فعل بها ما فعل، حتى أن لغوياً خارقاً مثل محمود درويش قال عنه: (يعرف ما يريد من المعاني كلها عبثٌ/ وللكلمات حيلتها لصيد نقيضها، عبثاً/ يفضّ بكارة الكلمات ثم يعيدها بكراً الى قاموسه/ ويسوس خيل الأبجدية كالخراف إلى مكيدته/ ويحلق عانة اللغة : انتقمت من الغياب/ فعلتُ ما فعل الضبابُ بإخوتي/ وشويت قلبي كالطريدة).

مبعثرون بين تركيا والعراق وإيران وسوريا، يكتبون الشعر والرواية ويغنون، و يعمرون الحياة. أتذكر وكوباني أدنى إلى فصائل الموت، أتذكر ابنها المبدع الروائي المبدع “جان دوست” صاحب (عشيق المترجم): التي تقول بعض مقاطعها: (هل تعتقد يا رشدي أن الله بحاجة إلى جيوش جرارة, وحروب, وسفك دماء, وأطفال يتامى, ونساء أرامل وثكالى, ورجال مفجوعين, وشباب مذبوحين؛ حتى تعلو كلمته؟ لكي تعلو كلمة الله، فهي ليست بحاجة لنلطخها بالدم” .

يا الله عليك (دوست)، يا الله عليك يا “سليم بركات” حين تقول:(في انتظار أن أحرّرَ الأزل من الحُمّى، و أسراي ملك مشاغلهم يدبّرون ليَّ عِذوْبَة المضي بالخِسَارة إلى ألقِها/ مباهين بسفن ليست لَهُم، يبسِطون على اللّيل أشرعة من خيال الماءْ/ متموّجة كأنّما تَلِدُ الظِلال نسْلا، من الحبال المشدودَة إلى كوْثل الفجيعة).

هؤلاء هم الكرد، وهذا هو مغنيهم العظيم (آرام ديكران)، يغني للحياة ويدعو للمحبة والسلام، كما دعا قبله (دوست وبركات) وغيرهما، لكنها (داعش) تأتي لتسفك الدماء وتذبح وتشرد وكأن الله بحاجة إلى حروب, وسفك دماء, وأيتام وأرامل وثكالى, و مفجوعين, ومذبوحين حتى تعلو كلمته).

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي