لا تنتظروا (عُقاداً نافع).. خارج الطاولة
بعد إعلان حزب المؤتمر الشعبى على لسان كمال عمر مقاطعته للانتخابات جاءت ردة الفعل المتوقعة من الوطني بتجديد موقفه المتمسك بالموعد، لكننا نلاحظ في تصريحات غندور الموصدة لباب التأجيل هذه المرة إفصاحاً واضحاً عن مخاوف الوطني من التجاوب مع دعوات التأجيل التي يتسع نطاقها في معسكر القوى المعارضة كشرط أصبح متوافقا عليه للمشاركة في الانتخابات .
الوطني لا يثق في أحد.. حاله هو حال الآخرين تجاهه.. القضية قضية ثقة مفقودة وليست قضية نصوص إجرائية أو دستورية مقدسة أو ملحة بهذا الشكل..؟
غندور أتى بالأمر من الآخر ووضعه على (بلاطة) بكل وضوح حين قال: “لا يُمكن أن تكون هناك حكومة عاقلة في الدنيا تترك مشروعيتها في مهب الريح، وتبحث عن مشروعيتها لدى أحزاب يرفض بعضها مجرد الجلوس للحوار”..
وحين أفصح عن هواجس الوطني وهو يقول: “من الذي يضمن الفترة الانتقالية التي يطالب البعض بتمديدها لمدة عشر سنوات؟”.
ثم بلغ درجة من الكشف عن المخاوف المسيطرة على الحزب الحاكم وهو يقول إنهم لن يخاطروا بأن تكون شرعية الحكومة معلقة في أيادي الحركات المسلحة.
القضية ليست في مبدأ التأجيل، الحكاية واضحة كالشمس.. الثقة مفقودة بين الطرفين والمخاوف مزمنة وليست هناك أية ضمانات.
نحن أيضاً كمراقبين يجب أن نقر بأهمية مطلب التأجيل بالنسبة للمعارضة لكننا نرى أن الضمانات التي يبحث عنها الوطني يمكنه الحصول عليها على طاولة الحوار لو صبرت قوى المعارضة على الأمر و قبلت بالمشاركة الواسعة في الحوار.. حينها يمكن أن يختلف الحديث تماماً ويمكن في تقديري أن يتنازل الوطني عن موقفه ويوافق على تأجيل موعد الانتخابات بضمانات واضحة يتم توثيقها واعتمادها على الطاولة .
لكن لو انتظرت المعارضة أن يخاطر الحزب الحاكم ويسلمها (عقاداً نافع) قبل بدء الحوار فإن انتظارها لن يفيد، ولو انتظرت المعارضة من الحزب الحاكم أن يقر بالأمر على طاولة حوار ضعيفة المشاركة، فأيضاً إنتظارها غير مفيد .
المطلوب طاولة ذات وزن تجعل الوطني يشعر بأهمية المحافظة عليها وإنجاحها.. طاولة واسعة المشاركة، تطرح فيها القوى المعارضة هذا المطلب بإلحاح وصدقوني ستكون النتيجة إيجابية.. وحتى لو افترضنا أن الوطني أغلق المجال أمامهم بتشدد فإن الباب الذي دخلوا به متاح للخروج.. وهنا سيكون موقف المعارضة أقوى ومبرراتها وجيهة ومقنعة بأنها حضرت وشاركت في الحوار لكنها لم تجد من الوطني (عقاداً نافع)..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي