جمال علي حسن

قبل زيارة البشير للقاهرة


[JUSTIFY]
قبل زيارة البشير للقاهرة

الشيء الذي يلزم توضيحه لدوائر الإعلام المصرية التي تحاول تلويث أجواء زيارة البشير للقاهرة غداً.. هو أن زيارة البشير للقاهرة ليست مثل زيارته للمملكة العربية السعودية، لأن البشير حين زار المملكة العربية السعودية قبل أيام كان هناك ما يشبه سوء الفهم لموقف السودان حول بعض الملفات الأمنية الاستراتيجية للمملكة وكان على السودان توضيح الحقائق المتعلقة بهذا الأمر.

ولم يكن فتور العلاقات بين السودان والسعودية في المرحلة السابقة للزيارة شعوراً متبادلاً بل كان بسبب سوء الفهم والتحفظات من الجانب السعودي فقط، أما السودان فلم يكن لديه أي مأخذ أو موقف محدد تجاه السعودية كي نسمي اللقاءات التي تمت بين البشير والقيادة السعودية بأنها مباحثات أو تفاهمات، بل كما قلنا ووصفناها في مقال سابق بأنها توضيحات للحقائق.

أما زيارة البشير للقاهرة غداً فأسبابها مختلفة وطقسها مختلف، إذ ليس مطلوباً من البشير توضيح أي أمر غير واضح بالنسبة للقيادة المصرية وليس مطلوبا منه تبرير موقف محدد أو إزالة شكوك أو اتهامات، فقضية الإخوان تعلم مصر تمام العلم أن الإسلاميين في السودان علاقتهم التنظمية بجماعة الإخوان في مصر مقطوعة منذ عقود وهذا أمر مفروغ منه.

ولو كان هناك طرف مطلوب منه التوضيح والتبرير لمواقفه فهو الطرف المصري الذي أقدم على اتخاذ خطوات من جانبه حين أعلنت القاهرة في فبراير الماضي تحويل منطقة حلايب السودانية إلى مدينة مصرية وفصلها عن شلاتين في تصعيد من جانب مصر حول ملف متنازع حوله بين البلدين.

برغم كل ذلك فإن البشير وفي آخر تصريحاته قبل زيارة الغد يؤكد أن السودان لن يحارب مصر بسبب حلايب مع يقينه بأن حلايب سودانية.. وهذا أمر مفروغ منه أيضاً وبأمر وثائق التأريخ والجغرافيا.

لا مانع الآن من تهدئة الملفات الخلافية بين البلدين أو محاولة حلها لو أمكن طبعاً، لكن المانع والممنوع بشكل قاطع هو محاولة اللعب الإعلامي الخبيث لاستثمار المزاج السائد بين الرئيسين وحالة الإقبال على تمتين العلاقات بوضع تلك الرغبة واشتراط تحقيقها بتقديم تنازلات حول الملفات الخلافية.. هذا غير مقبول.

أما المستحيل فهو التنازل عن أي شبر من الأرض السودانية، أو الخضوع لأي شكل من أشكال المساومات أو الضغوط حول تلك الملفات.. فليست هناك أية ورقة ضغط مصرية على السودان يمكن أن يكسب منها أحد مثل هذا التنازل التاريخي.

الأهداف المعلنة للزيارة هي فتح أبواب التعاون الاقتصادي والاستثماري وتعزيز علاقات التواصل بين الشعبين الشقيقين.. وليست هناك أية مساومات مطروحة، تلك مجرد أوهام وأضغاث أحلام.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي