جمال علي حسن

وزارة الصحة.. هل تكذب على نفسها


[JUSTIFY]
وزارة الصحة.. هل تكذب على نفسها

كيف تقول وزارة الصحة السودانية إن احتمالات دخول مرض (الإيبولا) للسودان صفر بالمائة، أي ليست هناك أدنى احتمالات لانتقال هذا المرض الخطير إلى السودان.!؟

المرض الذي تتأهب أوروبا بكل إمكانياتها وقدراتها لتوقعات انتقاله لها خلال أقل من شهر.. السيدة وزارة الصحة السودانية (تخلف رجل على رجل) وتقول إن الاحتمالات صفر.!!

مرض (الإيبولا) الذي ألغى أوباما جدول رحلاته وعدل برنامج عمله وتفرغ (قصادو) كما أعلن مكتبه رسمياً، نقول نحن إنه لن يأتينا.!!

لاحظوا يا سادة، هذا المرض أفريقي المنشأ، وأصاب قرابة الـ(١٠) آلاف أفريقي حتى الآن، وقتل ما يقارب نصف هذا العدد في غرب أفريقيا، ورغم ذلك ونحن الأقرب والأضعف في بنياتنا الوقائية وقدرتنا على ضبط منافذنا وحدودنا.. لكننا ننفي احتمالات وصوله للسودان.. ونقول بملء الفم.. إنها صفر بالمائة، في حين أن أوروبا وبعد أن ظهرت فيها حالة واحدة في أسبانيا، هي الممرضة الأسبانية.. قامت الدنيا في كل أنحاء أوروبا ولم تقعد حتى الآن، ولن يرتاح لهم بال حتى يفعلوا المستحيل لدرء مخاطر انتقال (الإيبولا) عنهم.. إنهم وبحكم علاقات بعض دول أوروبا مع أفرقيا وخصوصاً دول غرب أفريقيا.. ارتفعت نسبة التوقع حسب العلماء والمختصين في فرنسا إلى ٧٥ بالمائة، وفي بريطانيا إلى ٥٠ بالمائة، وبلجيكا يتوقعون المرض بنسبة ٤٠ بالمائة، حتى سويسرا تتوقع انتقال (إيبولا) بنسبة ١٤بالمائة.!!

وتلك الدول تحديداً ليست دولا ضعيفة وقائياً ولا مقارنة بينها وبين السودان على الإطلاق، بل هي وبشهادة منظمة الصحة العالمية تعتبر الدول الأفضل استعدادا في العالم لمواجهة كل أشكال الحمى النزفية الفيروسية ومنها (الإيبولا).

أما نحن الذين نرتبط بشريط حدودي غربي، لا نمتلك إمكانيات السيطرة عليه.. تقول وزارة الصحة إن النسبة صفر بالمائة، والحقيقة هي أن الصفر في المعايير التي قيست بها هذه النسبة، بل هي معايير أضعف وأوهن وأقل من الصفر نفسه، (كلام ساكت).!!

بالله عليكم كونوا واقعيين حتى تنجحوا في مواجهة الخطر والوقاية منه، ولا توهمونا أو توهموا أنفسكم بأننا في مأمن من مرض أفريقي خطير يهدد العالم بأسره وترتجف أمامه أكبر الدول وأقواها وأكثرها تأهيلا في السيطرة على الأوبئة.!

حمانا الله من (الإيبولا) ومن تصريحات وزارة الصحة وتهويماتها.!

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي